اسم الکتاب : غنائم الأيّام في مسائل الحلال والحرام المؤلف : القمّي، الميرزا أبو القاسم الجزء : 2 صفحة : 545
قال أمير المؤمنين عليهالسلام : «بيّنه تبييناً ، ولاتهذّه هذّ الشعر ، ولا تنثره نثر
الرمل ، ولكن اقرعوا قلوبكم القاسية ، ولا يكن همّ أحدكم آخر السورة» [١].
وقال عليهالسلام أيضاً على ما روي عنه في تفسيره : «إنّه حفظ الوقوف
وبيان الحروف» [٢].
وقد مرّ ما
ينفعك ذكراه فيما يجب من القراءة من مراعاة الصفات ، وأنّ المستحبّ من تبيين
الحروف هو ماذا.
فإن أردنا من
التأنّي والترسّل وتبيين الحروف وحفظ الوقوف هو أداء الحروف عن المخارج بحيث لا
يدمج أحدها في الاخر ولا يتميّز [٣] ، وأن لا يقف على الحركة ، ولا يصل بالسكون ؛ فهو واجب
، لاتّفاق القرّاء وأهل العربية على ذلك ، كما صرّح به بعض المحقّقين [٤] ، فالخروج عن مقتضاه خروج عن اللغة العربية ، فحينئذٍ
تتطابق الآية والأخبار ، ويبقى الأمر في الآية منزّل على حقيقته وهو الوجوب.
وإن أُريد به
ما اعتبره القرّاء من ملاحظة صفات الحروف من الجهر والإطباق والاستعلاء وغيرها ،
والوقف على مواضعها على ما قرّروه ، فيحمل الأمر على الاستحباب أو على القدر
المشترك.
وقد يستشكل في
استحباب مراعاة ما اصطلحوا عليه ، لكونها متجدّدة بعد زمان أمير المؤمنين عليهالسلام ، وإنّما نشأ ذلك من أفهامهم في التفاسير ، ولذلك منعوا
عليهمالسلام عن الوقف في بعض المواضع الذي ألزموا فيه الوقف [٥] ، مثل قوله تعالى (وَما يَعْلَمُ
تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ)[٦].