اسم الکتاب : ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة المؤلف : الشهيد الأول الجزء : 2 صفحة : 59
قف من مالي كذا و كذا، لنوادب يندبنني عشر سنين بمنى أيام منى»[1]. و المراد بذلك تنبيه الناس على فضائله
و إظهارها ليقتدى بها، و يعلم ما كان عليه أهل هذا البيت لتقتفى آثارهم، لزوال
التقية بعد الموت.
و الشيخ- في
المبسوط- و ابن حمزة حرّما النوح، و ادّعى الشيخ الإجماع[2].
و الظاهر:
انّهما أرادا النوح بالباطل، أو المشتمل على المحرّم كما قيّده في النهاية[3].
و في
التهذيب جعل كسبها مكروها بعد روايته أحاديث النوح[4].
و احتجّ
المانع بما سبق[5]، و بما رواه مسلم عن أبي مالك الأشعري عن النبي (صلّى
اللّٰه عليه و آله): «النائحة إذا لم تتب، تقام يوم القيامة و عليها سربال
من قطران»[6].
و في السنن
عن أبي سعيد الخدري: لعن رسول اللّٰه (صلّى اللّٰه عليه و آله)
النائحة و المستمعة[7].
و روى مسلم
عنه (صلّى اللّٰه عليه و آله) أنّه قال: «ليس منا من ضرب الخدود، و شقّ
الجيوب»، رواه ابن مسعود[8].
و عن أم
عطية: اتخذ علينا النبي (صلّى اللّٰه عليه و آله) عند البيعة ألّا ننوح[9].
و جوابه:
الحمل على ما ذكرناه، جمعا بين الأخبار، و لأنّ نياحة الجاهلية