اسم الکتاب : ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة المؤلف : الشهيد الأول الجزء : 2 صفحة : 46
تنبيه
الإجماع على
استحباب إطعام أهل الميت، لما سبق. و يكره الأكل عندهم، لقول الصادق (عليه
السلام): «الأكل عند أهل المصيبة من عمل الجاهلية»[1]. نعم، لو
أوصى الميت بذلك نفّذت وصيته، لأنّه نوع من أنواع البرّ يلحقه ثوابه بعد موته، و
لكن لو فوّض الى غير أهله لكان أنسب، لاشتغالهم بمصابهم عن ذلك كما دلّ عليه
الخبر.
و ليقل
المعزّي ما قاله الصادق (عليه السلام) لقوم: «جبر اللّٰه وهنكم، و أحسن
عزاكم، و رحم متوفاكم»[2].
و عزّى
(عليه السلام) آخر بابن له، فقال: «اللّٰه خير لابنك منك، و ثواب
اللّٰه خير لك منه»، فلمّا بلغه شدّة جزعه عاد اليه، فقال له: «قد مات رسول
اللّٰه (صلّى اللّٰه عليه و آله) أ فما لك به أسوة». فقال: انه كان
مرهقا، أي: يظن به السوء. قال: «انّ أمامه ثلاث خصال: شهادة ألّا إله إلّا
اللّٰه، و رحمة اللّٰه، و شفاعة رسول اللّٰه (صلّى اللّٰه
عليه و آله)، فلن تفوته واحدة منهنّ ان شاء اللّٰه»[3].
و عن زين
العابدين: «لمّا توفّي رسول اللّٰه (صلّى اللّٰه عليه و آله) سمعوا
قائلا يقول: انّ في اللّٰه عزاء من كلّ مصيبة، و خلفا من كلّ هالك، و دركا
ممّا فات، فباللّه فثقوا، و إيّاه فارجوا، فان المصاب من حرم الثواب»[4].