فإنها واجبة
عقلا بشرطين : أحدهما : بقاء التكليف العقلي ، نظرا إلى أن سقوطه مسقط وجوبها.
وثانيهما : ارتفاع
العصمة عن المكلفين ، نظرا إلى غنى المعصوم عن اللطف الذي حاجة من ليس معصوما إليه
بالإمامة ماسة لا بد منه ولا بدل إلا باعتبارهما [١] لأن ثبوت
اللطف بالرئاسة العقلية على هذين الشرطين ظاهر ، وما ثبت اللطف به لا يكون إلا
واجبا ، ولهذا ان وجود الرئيس منبسط اليد مرهوب الجانب نافذ الأمر والنهي ، محقق
التمكين في كل ما هو رئيس فيه [٢] ، لا يخفى كونه مقربا إلى الصلاح ، مبعدا عن الفساد ، ولا
معنى للطف إلى ذلك وعدمه أو عدم تمكنه بانقباض يده أو جحده جملة ينعكس الأمر معه بفوات
ما وجوده وما يتبعه لطف فيه. فيؤول إلى ظهور المفاسد وفوات المصالح ، وهذا معلوم
لكل عاقل ، خبر العوائد [٣] الزمانية ، والأحوال البشرية ، فمن أنكره لم يحسن
مكالمته بجحده ما لا شبهة في مثله ، ومن عارضة بما وقع عند رئاسة [٤] معينة من فتن
ومحن لم تتوجه معارضته عليه ولم يقدح فيه ، لأنه كلام في جنس الرئاسة لا في
تعيينها.
وكل واحد منهما
منفصل عن الآخر مع أن الواقع عند الاعتبار ليس من