responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهاية الإحكام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 2  صفحة : 103
ويخرج في ثياب بذلته وتواضعه، ولا يجدد لأن النبي صلى الله عليه وآله خرج متبذلا متواضعا متضرعا [1]. ويكون مشيه وجلوسه وكلامه في تواضع واستكانة.
وأن يخرج الناس كافة، لأن اجتماع القلوب على الدعاء مظنة الإجابة.
ويخرج الإمام من كان ذا دين وصلاح وستر وعفاف وعلم وزهد، لقرب دعائهم من الإجابة.
ويخرج الشيوخ والعجائز والأطفال، لأنهم أقرب إلى الرحمة وأسرع للإجابة، قال عليه السلام: لولا أطفال رضع وشيوخ ركع وبهائم رتع لصب عليكم العذاب صبا [2]. ولا يخرج الشواب من النساء، ليؤمن الافتتان بهم.
ويمنع الكفار من الخروج معه وإن كانوا أهل ذمة، لأنه مغضوب عليهم، ولئلا يصيبهم عذاب فيعم من حضرهم، فإن قوم عاد استسقوا، فأرسل الله تعالى عليهم ريحا صرصرا فأهلكتهم.
ويكره إخراج المتظاهر بالفسق والخلاعة [3] والنكر من أهل الإسلام.
ويخرج بالبهائم، لأنهم في مظنة الرحمة وطلب الرزق مع انتفاء الذنب، وقد جعلها عليه السلام سببا في دفع العذاب بقوله: وبهائم رتع " ولأن سليمان عليه السلام خرج يستسقى فرأى نملة قد استلقت على ظهرها وهي تقول: اللهم أنا خلق من خلقك وليس بنا غنى عن رزقك، فقال سليمان عليه السلام: ارجعوا فقد شفعتم بغيركم.
وينبغي أن يأمر الإمام بالخروج من المظالم والاستغفار بالمعاصي، وترك التشاجر، والصدقة. ويفرق بين الأطفال وأمهاتهم، ليكثر البكاء والخشوع بين يدي الله تعالى، فربما أدركهم بلطفه.


[1] جامع الأصول 7 / 128.
[2] سنن البيهقي 3 / 345.
[3] خلع خلاعة: انقاد لهواه وتهتك، استخف.


اسم الکتاب : نهاية الإحكام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 2  صفحة : 103
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست