مفتاح الکرامة فی شرح قواعد العلامة (ط-جماعة المدرسين) - الحسيني العاملي، السید جواد

اسم الکتاب : مفتاح الکرامة فی شرح قواعد العلامة (ط-جماعة المدرسين) المؤلف : الحسيني العاملي، السید جواد الجزء : 5 صفحة : 535

..........
______________________________
و قال فی بحث إزالة النجاسة عن المسجد [1]: إنّ الأمر بإزالتها عن المسجد یقتضی بطلان الصلاة لو اشتغل بها حینئذٍ، لأنّ النهی عن الکلّ لا یتحقّق إلّا بترک الخصوصیات بل المقصود منه نهی الخصوصیات، و لهذا قیل: إنّ النهی عن الکلّی عامّ و قولهم: إنّ الّذی یقتضیه الأمر بالإزالة إنّما هو النهی عن الکفّ عن الشی‌ء و الکفّ عن الأمر العامّ غیر متوقّف علی الامور الخاصّة حتیٰ یکون شی‌ء منها متعلّق النهی و إن کان الضدّ العامّ لا یتقوّم إلّا بالأضداد الخاصّة لإمکان الکفّ عن الأمر الکلّی من حیث هو غیر جیّد، لأنّه علی تقدیر الإمکان لیس ذلک بمطلوب بل المطلوب الاجتناب عن الخصوصیات کما هو الشأن فی سائر المنهیّات کالزنا و نحوه، و معلوم عدم التحقّق إلّا فی ضمن الخصوصیات و هذا ظاهر مسلّم مفروض.
و قولهم: إنّ الأمر بالکلّی لیس أمراً بشی‌ء من جزئیاته و إن توقّف علیها من باب المقدّمة و وجوبه من هذا الباب لیس من نفس الأمر فیه أن لیس هناک غرض متعلّق بأنّه من نفس الأمر فقط أو منه مع شی‌ء آخر. و النقض بما إذا قال الشارع: أوجبت علیک الأمرین مع ضیق أحدهما وسعة الآخر و أنّک إن قدّمت المضیق امتثلت بغیر إثم و إن عکست امتثلت معه، فالجواب عنه أنّا لا نسلّم وقوع مثل ذلک، و بعد وقوعه نقول بالصحّة لمکان النصّ و لا یلزم منه الصحّة مع عدم النصّ مع إمکان التخلّص من المحذور بحمل الأمر علی وقتٍ لا یجتمع مع النهی لظهوره، و أیضاً یلزم بمثل ذلک صحّة کون الشی‌ء مأموراً به و مهنیّاً عنه کأن یقول: أوجبت علیک الصلاة و حرّمتها علیک فی الدار المغصوبة و لکن إن فعلتها فیها امتثلت مع الإثم و إن فعلتها فی غیرها امتثلت بدونه.
و أمّا النقض بصحّة مناسک منی یوم النحر لو خالف الترتیب فلا نسلّم صحّتها کذلک أو ذلک محمول علی عدم تحریم الموسع فی وقت فعله أو بعدم المنافاة کما بین الحلق و الذبح أو لإمکان توکیله فی غیره أو أنّ ذلک لیس بعبادة محضة فلا یضرّ النهی فلا یرد نقضاً، فتأمّل، انتهیٰ کلامه رحمه اللّٰه تعالی، فلیتأمّل فیه.

(1) مجمع الفائدة و البرهان: تطهیر المساجد ج 1 ص 325 327.

صيغة PDF

شهادة

الفهرست