مفتاح الکرامة فی شرح قواعد العلامة (ط-جماعة المدرسين) - الحسيني العاملي، السید جواد

اسم الکتاب : مفتاح الکرامة فی شرح قواعد العلامة (ط-جماعة المدرسين) المؤلف : الحسيني العاملي، السید جواد الجزء : 5 صفحة : 469

..........
______________________________
الذکاة عبارة عن قطع العروق المعیّنة علی الوجه المعتبر شرعاً و إطلاق الروایات یقتضی خروج الحیوان عن کونه میتةً بذلک إلّا فیما دلّ الدلیل علی خلافه [1]. قلت: الأصل فیما ذکره ما ذکره فی «الذکریٰ» حیث قال بعد نقل عبارة المعتبر: هذا تحکّم، لأنّ الذکاة، إن صدقت فیه أخرجته عن المیتة و إلّا لم یجز الانتفاع و لأنّ تمامیّة الاستعداد عنده بکونه مأکول اللحم فتختلف عند انتفاء أکل لحمه، فلیستند المنع من الصلاة فیه إلی عدم أکل لحمه من غیر توسّط نقص الذکاة فیه [2].
و أجاب فی «کشف اللثام [3]» عن الإیراد الأوّل بأنهما یقولان بأنّ المیّت و المیتة فی اللغة ما خرجت روحه، ثمّ الشرع فصّل فحکم فی الإنسان بعدم الانتفاع بجلده ذبح أم لا، و فی مأکول اللحم بالانتفاع بجلده فی الصلاة و غیرها إن ذبح، و عدمه فیها إن لم یذبح، و لم یرد فی الشرع فی السباع إلّا إن ذبحت جاز الانتفاع بجلدها فی غیر الصلاة، فخرجت من عموم النصوص الناهیة عن الانتفاع بالمیتة و لا یجوز لنا الانتفاع بها فی الصلاة و إخراجها عن عموم النهی عن الصلاة فی جلد المیتة، لأنّ حملها علی غیره قیاس و لا بُعد فی أن یحلّ الذبح فیها انتفاع دون انتفاع و لا تحکّم فی الاقتصار علی مورد النصّ و الکفّ عن القیاس و سواء فی ذلک سمّینا ذبحها ذکاةً أو لا نسمّیها إذا ذبحت میتة أم لا. فإن قال: لا یخلو المذبوح منها إمّا میتة فیعمّها نصوص النهی عن الانتفاع بها، أولا فلا یعمّها نصوص النهی عن الصلاة فی المیتة، قلنا: میتة خرجت عن النصوص الأوّلة بالنصوص المخصّصة، و یؤیّده حصر المحرّمات فی الآیة فی المیتة و الدم و لحم الخنزیر و خبر علیّ بن أبی حمزة «أنه سأل الصادق علیه السلام عن لباس الفراء و الصلاة فیها، فقال: لا تصلّ فیها إلّا ما کان منه ذکیاً، قال: أ وَ لیس الذکیّ ما ذکّی بالحدید؟ فقال: بلی، اذا کان ممّا یؤکل لحمه». و أجاب عن الثانی بأنهما إنّما أرادا الاستدلال علی

(1) مدارک الأحکام: فی لباس المصلّی ج 3 ص 162.
(2) ذکری الشیعة: فی الساتر ج 3 ص 32.
(3) کشف اللثام: فی لباس المصلّی ج 3 ص 202 203.

صيغة PDF

شهادة

الفهرست