مفتاح الکرامة فی شرح قواعد العلامة (ط-جماعة المدرسين) - الحسيني العاملي، السید جواد

اسم الکتاب : مفتاح الکرامة فی شرح قواعد العلامة (ط-جماعة المدرسين) المؤلف : الحسيني العاملي، السید جواد الجزء : 12 صفحة : 74

..........
______________________________
«لعن اللّٰه الیهود حرّمت علیهم الشحوم فباعوها [1]».
و فیه: أن لیس المراد أنّ ما حرّم منه جهة حرّم بیعه من کلّ الوجوه و إلّا لحرّم بیع أکثر الأشیاء، فالمراد بیعه بقصد تلک الجهة أو تکون (لکون خ ل) المحلّلة نادرة، و نعم ما قال صاحب «إیضاح النافع» قال: هذا القول عند التحقیق لا أصل له، لأنّه إن علّل بالاستخباث فلیس بشی‌ء، لأنّه إنّما یدلّ علی تحریم التناول و قد ینتفع بها لغیره کما هو المفروض أو له مع الحاجة إلیه مع منع الاستخباث أیضاً، و لا یصحّ تعلیله بالنجاسة، لأنّها طاهرة، فالأصحّ الجواز إذا تحقّقت فیه منفعة، انتهی. قلت: إلّا أن یقال إنّها منفعة نادرة کما سمعته عن «نهایة الإحکام» فتأمّل، لکنّه إنّما یتمّ فی غیر أبوال الإبل فتأمّل.
هذا، و علی القول بتحریم شرب بول ما یؤکل لحمه فهل المحرّم هو الخبث الذاتی فیبقی حکمه بعد زواله بالمزج أو لا؟ وجهان أوجههما الثانی و إلّا لکان کثیر من الألبان حراماً لکثرة وقوع بول الشاة أو البقرة فی اللبن عند الحلب.
و أمّا المستثنی أعنی بول الإبل فإنّه یجوز بیعه إجماعاً کما فی «جامع المقاصد [2] و إیضاح النافع» و کأنّهما لم یحتفلا بما فی «نهایة الإحکام». و یجوز شربه للاستشفاء و شبهه إجماعاً کما فی «الانتصار [3]» و کما استظهره «کاشف اللثام [4]» و یدلّ علیه خبر الجعفری [5] و خبر سماعة. و الأصحاب [6] لم یذکروا من

(1) مستدرک الوسائل: ب 6 من أبواب ما یکتسب به ح 8 ج 13 ص 73، و مسند أحمد بن حنبل: ج 1 ص 322.
(2) جامع المقاصد: فی المتاجر ج 4 ص 14.
(3) الانتصار: فی الأشربة ص 424 مسألة 242.
(4) کشف اللثام: فی الأطعمة و الأشربة ج 2 ص 268 س 24.
(5) وسائل الشیعة: ب 59 من أبواب الأطعمة المباحة ح 3 و 7 ج 17 ص 87 و 88.
(6) منهم ابن حمزة فی الوسیلة: فی الأطعمة و الأشربة ص 364، و ابن إدریس فی السرائر: فی الأطعمة المحظورة و المباحة ج 3 ص 125، و المحقّق فی المختصر النافع: فی الأطعمة و الأشربة ص 246.

صيغة PDF

شهادة

الفهرست