responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفتاح الکرامة فی شرح قواعد العلامة (ط-جماعة المدرسين) المؤلف : الحسيني العاملي، السید جواد    الجزء : 12  صفحة : 243

..........
______________________________
المسألة اختلافاً شدیداً و هی عامّة البلوی فوجب تحریرها و تنقیحها فنقول: ذهب السیّد علیّ بن طاووس [1] إلی أنّ التنجیم من العلوم المباحات و أنّ للنجوم علامات و دلالات علی الحادثات لکن یجوز للقادر الحکیم أن یغیّرها بالبرّ و الصدقة و الدعاء و غیر ذلک من الأسباب، و جوّز تعلیم علم النجوم و تعلّمه و النظر فیه و العمل به إذا لم یعتقد أنّها مؤثرة، و حمل أخبار النهی و الذمّ علی ما إذا اعتقد ذلک و أنکر علی علم الهدی تحریم ذلک، ثمّ ذکر لتأیید هذا العلم أسماء جماعة من الشیعة کانوا عارفین به.
و الّذی یُعرف من کتب الرجال و کلام السیّد المذکور و کتاب أبی معشر الخراسانی [2] صاحب کتاب «المدخل» و غیرهم أنّ من العلماء العالمین بالنجوم


(1) فرج المهموم: فی الباب الأوّل ص 11 41.
(2) هو جعفر بن محمّد بن عمر الفلکی البلخی الخراسانی صاحب کتاب «المدخل الکبیر» أعلم الناس فی عصره (أواخر القرن الثالث للهجرة النبویة) عمّر طویلًا جاوز المائة، أخبر بواقعة فی عصر المستعین باللّٰه العبّاسی، کره إظهارها للناس فضربه أسواطاً، فکان أبو معشر یقول: أصبت فعوقبت. له کتب کثیرة غیر المدخل، منها «القرانات» و «موالید الرجال و النساء» و «الدول و الملل» و «الملاحم» و «إثبات النجوم» و «الزیج الکبیر» و «الزیج الصغیر» و غیرها، و تُرجم المدخل بلغات مختلفة. ذکر السیّد ابن طاوس قدس سره فی «فرج المهموم» نقلًا عن کتاب «نشوار المحاضرة و أخبار المذاکرة» تألیف الشیخ محسن بن علیّ التنوخی عن أبی الحسن بن أبی بکر الأزرق أنّه قال: کان فی نواحی القُفْص و هو بالضمّ ثمّ سکون الفاء المتعقّب بالصاد اخت الضاد قریة مشهورة بین بغداد و عُکبرا قریب من بغداد و کانت موطن اللهو و اللعب و معاهد التنزّه و مجالس الفرح تنسب إلیها الخمور الجیّدة و الخانات، و قد أکثر الشعراء من ذکرها. (معجم البلدان: ج 4 ص 382) ضیعة نفیسة لعلیّ ابن یحیی المنجّم و قصر جلیل فیه خزانة کتب عظیمة یسمّیها (خزانة الحکمة) یقصدها الناس من کلّ بلدٍ یقیمون بها و یتعلّمون صنوف العلم، و الکتب مبذولة فی ذلک لهم، و الضیافة مشتملة علیهم، و النفقة فی ذلک من مال علیّ بن یحیی، فقدم أبو معشر المنجّم من خراسان یرید الحجّ و هو إذ ذاک لا یحسن کثیراً من علم النجوم، فوصفت له الخزانة فمضی إلیها و رآها فهاله أمرها فأقام بها و أعرض عن الحجّ و تعلّم النجوم و أغرب فیها.
قیل: کان أوّلًا من أصحاب الحدیث، فجاء إلی بغداد و نزل بالجانب الغربی بباب خراسان و کان أیضاً عن إسحاق الکندی و یغری به العامّة و یشنّع علیه بسبب توغّله فی العلوم الفلسفیة، فدسّ إلیه الکندی من حسّن له النظر فی علم الحساب و الهندسة فدخل فی ذلک فلم یکمل له فعدل إلی علم النجوم، فانقطع شرّه عن الکندی لعلمه أنّ هذا العلم من جنس علوم الکندی. و یقال: إنّه تعلّم النجوم بعد مضی سبع و أربعین سنة من عمره. راجع فرج المهموم: ص 157 158، و الأعلام للزرکلی: ج 2 ص 127.
اسم الکتاب : مفتاح الکرامة فی شرح قواعد العلامة (ط-جماعة المدرسين) المؤلف : الحسيني العاملي، السید جواد    الجزء : 12  صفحة : 243
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست