responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصباح المنهاج / الطهارة المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 3  صفحة : 166

وعن اللوامع نسبة تحريم مس المد والتشديد للاكثر واختاره في المستند، وزاد عليه الفقيه الهمداني الاعراب، وقوى ذلك صاحب الجواهر وشيخنا الاعظم قدس سرهما.
خلافا للحدائق، فاختار الجواز في الجميع، تبعا لما حكاه عن بعض مشايخه المحققين.
هذا، ولما كان موضوع حديث أبي بصير الكتاب - وهو القرآن المجيد - فالظاهر منه رسمه برسم مواد كلماته، وهي حروفه، كما ذكره في جامع المقاصد، لتقومه بها، أما الهيآت الاعرابية فلما لم تكن جزءا منه، فلا يكون رسمها رسما له، بل لكيفية النطق به، وهي مباينة للقرآن، فإن القرآن هو المنطوق لا هيئة النطق، ولذا لا يعد الرسم الخالي عنها نقصا في رسم القرآن.
وأما ما ذكره الفقيه الهمداني قدس سره من أنها حين وجودها تكون جزءا من القرآن وإن لم تكن حين عدمه نقصا فيه، نظير كثير من المركبات الصادقة على بعض أجزائها مادامت متصلة بها مع عدم نقصها لو لم تتصل بها أو انفصلت عنها، كزيد بالاضافة لمثل الشعر والظفر والسن.
ففيه - مع أن المسمى في الانسان ليس هو الجسم القابل للزيادة والنقص، بل الذات غير القابلة لهما وإن كانت متحدة معه نحو اتحاد -: أن ذلك قد يتم في بعض الماهيات الاعتبارية، حيث قد تتقوم بنحو من الاتصال بين الاجزاء من دون أن يؤخذ فيها كم خاص، كالدار الصادقة على الواجدة للحمام والفاقدة له، وعلى ذات الغرف الكثيرة والقليلة، ولا مجال لذلك في مثل القرآن الشريف من الماهيات الحقيقية، فإنه مشتمل على مادة وهيئة، فإن اريد بخطه رسمهما معا كان الفاقد لرسم الهيئة ناقصا، وإن أريد به رسم المادة وحدها خرج عنه رسم الهيئة، ولم تلحقه أحكامه، وهو الظاهر، كما عرفت.
ولابد أن يبتني صدق رسم القرآن على المجموع حين وجوده على التغليب لتبعيته له، أو على إرادة الكتابة المعهودة المعروفة في العصور المتأخرة،
اسم الکتاب : مصباح المنهاج / الطهارة المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 3  صفحة : 166
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست