اسم الکتاب : مصباح الفقيه المؤلف : الهمداني، آقا رضا الجزء : 8 صفحة : 403
شرب منه , أهريق الماء وغسل الإناء ثلاث مرّات : بالتراب ومرّتين بالماء , ثمّ يجفّف» [١] انتهى.
وربما يظهر من بعض الأخبار : كفاية مطلق الغسل في تطهير الإناء من غير حاجة إلى التعفير , كصحيحة محمّد بن مسلم عن أبي عبد الله عليهالسلام , قال : سألته عن الكلب يشرب من الإناء , قال : «اغسل الإناء» [٢] فيجمع بينها وبين الصحيحة المتقدّمة [٣] بتقييدها بكون الغسل بعد التعفير , أو يحمل الغسل على إرادة ما يعمّ التعفير.
هذا , ولكنّ الإنصاف أنّه لو لا اعتضاد الصحيحة الآمرة بالتعفير بفتوى الأصحاب وإجماعهم لأمكن أن يقال : إنّ ارتكاب هذا النحو من التقييد في صحيحة ابن مسلم , المستلزم لحملها على الإهمال مع كونها بظاهرها مسوقة لبيان الحكم الفعليّ , أو ارتكاب التجوّز فيها بإرادة المعنى الأعمّ ليس بأهون من حمل الأمر بالتعفير في تلك الصحيحة على الاستحباب , بل لا يبعد أن يكون هذا هو الأولى , كما أنّ مقتضى الجمع بين الصحيحتين وبين موثّقة عمّار عن أبي عبد الله عليهالسلام في الإناء يشرب فيه النبيذ , قال : «تغسله سبع مرّات , وكذا الكلب» [٤] والنبوي العامّيّ : «إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعا أولاهنّ
[١]حكاه عنه البحراني في الحدائق الناضرة ٥ : ٤٧٤ ـ ٤٧٥ , وانظر : الفقه المنسوب للإمام الرضا عليهالسلام : ٩٣.
[٢]التهذيب ١ : ٢٢٥ / ٦٤٤ , الإستبصار ١ : ١٨ ـ ١٩ / ٣٩ , الوسائل , الباب ١ من أبواب الأسئار , ح ٣ , وكذا الباب ٢ من تلك الأبواب , ح ٣.
[٣]أي : رواية أبي العباس الفضل , المتقدّمة في ص ٤٠٠.