اسم الکتاب : مصباح الفقيه المؤلف : الهمداني، آقا رضا الجزء : 8 صفحة : 377
ثيابي فأصلّي فيها [فكتب] [١] إليّ «اتّخذ ثوبا لصلاتك» فكتبت إلى أبي جعفر الثاني عليهالسلام : إنّي كتبت إلى أبيك عليهالسلام بكذا وكذا , فصعب ذلك عليّ , فصرت أعملها من جلود الحمر الوحشيّة الذكيّة , فكتب عليهالسلام إليّ «كلّ أعمال البرّ بالصبر يرحمك الله , فإن كان ما تعمل وحشيّا ذكيّا فلا بأس» [٢] فإنّ مقتضى التعليق كون موضوع الحرمة والنجاسة هو غير المذكّي.
ويؤيّده أيضا مفهوم التذكية , إذا الظاهر أنّها كانت في الأصل بمعنى التطهير والتنزيه , ثمّ غلب استعمالها في الذبح المعهود الذي جعله الشارع سببا لطهارة الميتة وزوال النفرة الحاصلة لها بالموت , كما يرشدك إلى ذلك التتبع في موارد استعمالات مادّتها بصورها المختلفة.
مثل : «كلّ يابس ذكيّ» [٣] و «ذكاة الأرض يبسها» [٤] و «ذكاة الجلد دباغه» [٥] وفي الموثّقة الآتية : «إذا علمت أنّه ذكيّ وقد ذكّاه الذبح ـ إلى أن قال ـ وإن كان غير ذلك ممّا قد نهيت عن أكله وحرّم عليك أكله فالصلاة في كلّ شيء منه فاسدة ذكّاه الذبح أو لم يذكّه» [٦] إلى غير ذلك من الموارد الكثيرة التي تشهد على أنّ الذكاة في