اسم الکتاب : مصباح الفقيه المؤلف : الهمداني، آقا رضا الجزء : 2 صفحة : 361
وما ورد من جواز مسح المؤخّر مأوّل أو محمول على التقيّة.
ولقد أطنب صاحب الحدائق ـ قدسسره ـ في إثبات أنّ المراد من مقدّم الرأس في النصوص وفتاوي العلماء هو ما ذكرناه موردا فيها كلمات غير واحد من العلماء واللغويّين مستشهدا بتصريحات بعضهم , ومستظهرا من تلويحات آخرين , دفعا لما توهّمه بعض الفضلاء من حمله على خصوص الناصية , أي الموضع المحدود من طرفيه بالنزعتين ومن طرفه الأعلى بالخط المحاذي لآخرهما [١].
ولكنّك خبير بأنّه لا حاجة في ردّه إلى التطويل بعد كون مقدّم الرأس أعمّ من الناصية عرفا على تقدير كون الناصية قصاص الشعر أو خصوص الشعر الواقع بين النزعتين , المنتهى بانتهائهما , إذ لا إجمال في مفهومه العرفي حتى يحتاج إلى الاستشهاد بكلام أهل اللغة , ضرورة أنّه لم يرد منه غير ما يتفاهم منه عرفا.
ومنشؤ توهّم المتوهّم : عدّ صاحب القاموس من معاني المقدّمة :الجبهة والناصية [٢] , ووقوع التعبير عن مقدّم الرأس بالناصية في كلمات بعض علمائنا المتقدّمين , والتصريح بها في رواية زرارة , قال عليهالسلام : «إنّ الله وتر ويحبّ الوتر , فقد يجزئك من الوضوء ثلاث غرفات : واحدة للوجه , واثنتان للذراعين , وتمسح ببلّة يمناك ناصيتك» [٣].