اسم الکتاب : مصباح الفقيه المؤلف : الهمداني، آقا رضا الجزء : 2 صفحة : 243
وليخسأ [١] الشيطان» [٢] فإنّه بالمفهوم دالّ على المطلوب.
ويدلّ أيضا بالمنطوق على عدم الإفساد لو وقع في الأثناء وبالأولى الواقع بعده [٣]. انتهى.
واعترض السيّد المتقدّم على استدلاله بالمنطوق على عدم الإفساد :
بقوله : وفيه ظهور الخبر في إرادة ما يعرض في الأثناء من الهواجس والخواطر وإن كان رياء أو سمعة , كما هو مقتضى عموم كلمة «ما». انتهى.
وفي الاعتراض نظر ظاهر , لأنّ عموم كلمة «ما» على تقدير تسليمه لا يقتضي تخصيص المورد.
ودعوى : أنّ العجب الطارئ غالبا من الهواجس والخطرات لا العجب حقيقة , فيستفاد حكمه من الجواب , ولا يستلزم تخصيص المورد , وأمّا العجب الحقيقي الذي هو ظاهر فرض السائل , فلم يتعرّض الإمام عليهالسلام لجوابه , لندرته , فيها ما لا يخفى , إذ لا شبهة في أنّ العجب الطارئ وكذا ما يحصل بعد العمل لو لم يكن غالبا لا أقلّ من كونه كثيرا , فيقبح إهماله في مقام الجواب , فلا محيص عن الالتزام باستفادة حكمه من جواب الإمام عليهالسلام وإن قلنا بظهوره فيما يدّعيه المعترض بدعوى أنّ ترك التعرّض يدلّ على عدم الإخلال به , وإلّا كان على الإمام عليهالسلام بيانه.
[١]يخسأ الشيطان : يسكته صاغرا مطرودا. مجمع البحرين ١ : ١٢١ «خسأ».
[٢]الكافي ٣ : ٢٦٨ ـ ٣ , الوسائل , الباب ٢٤ من أبواب مقدّمة العبادات , الحديث ٣.