responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصباح الفقيه المؤلف : الهمداني، آقا رضا    الجزء : 14  صفحة : 505

فإنّه ربما يكون حال تناول المفطر ملتفتا إلى حالته تفصيلا , ويجد نفسه شاكّا أو ظانّا بدخول الليل أو بعدمه , ومع ذلك يقدم على الإفطار , ولا مجال للارتياب في فساد صومه في مثل الفرض على تقدير أن يرى نفسه شاكّا أو ظانّا ببقاء اليوم , بل ولا في وجوب الكفّارة عليه.

ولكن هذا الفرض بحسب الظاهر خارج عن موضوع كلماتهم ؛ فإنّ محلّ الكلام في من لم يرتدع عن عزمه على صوم اليوم , ولكن تناول المفطر بانيا على انقضاء اليوم وحصول وقت الإفطار , وهذا ينافي الظنّ ببقاء اليوم أو التردّد فيه.

نعم , يمكن أن يجتمع مع الظنّ بدخول الليل تنزيلا له منزلة العلم , كسائر الموارد التي يعوّل عليه العقلاء في مقاصدهم , وهذا بخلاف صورة التردّد أو الظنّ بالخلاف , كما لا يخفى على المتأمّل.

ولكن هذا مع الالتفات التفصيلي إلى حالته , وأمّا بدونه فقد يجتمع تناول المفطر في زمان لا يعتقد بكونه ليلا لا اعتقادا جزميّا ولا ظنيّا مع بنائه على الخروج عن عهدة التكليف بالصوم بما صدر منه : إمّا غفلة عن احتمال الخلاف , كما لو سمع الأذان , أو رأى ظلمة وشبهها , فارتسم في متخيّلته دخول الليل ولم يخطر بذهنه خلافه حتى يتردّد فيه أو يرجّح أحد طرفيه أو يذعن به إذعانا تصديقا , ومثله لا يسمّى شاكّا ولا ظانّا ولا معتقدا بالليل , بل يطلق عليه في العرف اسم التوهّم والتخيّل , نظير ما قد يتخيّل الإنسان أمورا لا واقعية لها إلى أن يستغرق في الفكر ويذهل عن كونها أمورا وهمية , فيرتّب عليها أثر الوجود , ثم يلتفت إلى حالته فيراها غير متأصّلة , فهذا النحو من الجزم الناشئ من الوهم ليس من سنخ العلم والاعتقاد , ولعلّه ملحق بالسهو لدى العرف حكما إن لم يكن مندرجا في موضوعه.

اسم الکتاب : مصباح الفقيه المؤلف : الهمداني، آقا رضا    الجزء : 14  صفحة : 505
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست