وهذه الكلمات ـ كما تراها ـ لا اختلاف فيها من حيث المفاد , وهي بأسرها متّفقة الدلالة على أنّ المعدن اسم للمحلّ لا للحالّ , كما أنّها متّفقة الدلالة على أنّ المعدن له معنيان : عامّ وخاصّ , وظاهر الجميع : أنّه متى أطلق اسم المعدن من غير إضافته إلى شيء يراد به معناه الخاصّ , وهو المكان الذي يستخرج منه جواهر الأرض , كما في عبارة النهاية , أو منبت الجواهر كما في عبارة القاموس , أو مستقرّها كما في المجمع.
وأمّا الصحاح فلم يصرّح بمعنى مطلقه , بل أو كله الى وضوحه.
وأمّا مع الإضافة : فيصحّ إطلاقه على مركز كلّ شيء , أي : مكانه الذي خلق فيه بالطبع , لا مطلق ما ركز فيه ولو بالعرض , فيطلق على الأرض المشتملة على نوع خاصّ من التراب أو الحجر أو الرمل ونحوه : أنّه معدن هذا الشيء , ولكنّه لا ينسبق الى الذهن من إطلاق اسم المعدن مثل هذه الأشياء , بل ينصرف الى المعنى الأوّل.
وهل هو لشيوع إرادته من مطلقة أو لكونه أكمل أفراد المطلق أو لصيرورته حقيقة فيه , كما ربّما يستشعر من كلمات اللّغويّين؟احتمالات لا يخلو أوّلها عن قوّة.
وأمّا الأصحاب : فظاهرهم الاتّفاق على أنّه اسم للحالّ لا للمحلّ , فإنّهم عرّفوه : بما استخرج من الأرض , وقد اختلفوا من حيث التعميم والتخصيص.
ففي المسالك قال : المعادن جمع معدن بكسر الدال , وهو هنا : كلّ ما