اسم الکتاب : مصباح الفقيه المؤلف : الهمداني، آقا رضا الجزء : 12 صفحة : 77
منافاة بين الأخبار الدالّة على كفاية الوضع , وبين الأخبار الآمرة بالإيماء مطلقا , وإنّما ينحصر التنافي بينها وبين الأخبار المقيّدة له بالرأس , فيجمع بينهما بالحمل على التخيير , ويقيّد المطلقات بهما كذلك.
ولكن قد أشرنا آنفا إلى أنّ أخبار الوضع لا تصلح قرينة لصرف الأخبار الظاهرة في وجوب الإيماء بالرأس أو العينين عن ظاهرها من الوجوب العيني , فالأقرب حمله على الاستحباب , ولكن لا ينبغي ترك الاحتياط بالجمع لدى الإمكان , والإتيان به لدى تعذّر الإيماء والتغميض , بل لا يبعد الالتزام بوجوبه حينئذ , كما حكي [١] قولا في المسألة , بل ربما استظهر ذلك من رواية عليّ بن جعفر , المتقدّمة [٢] , كما تقدّمت الإشارة إليه , والله العالم.
واستدلّ للتخيير أيضا مع أفضليّة الوضع : بخبر الحلبي عن أبي عبد الله عليهالسلام , قال : سألته عن المريض إذا لم يستطع القيام والسجود , قال : «يومئ برأسه إيماء , وإن يضع جبهته على الأرض أحبّ إليّ» [٣].
وصحيحة زرارة ـ المرويّة عن التهذيب ـ عن أبي جعفر عليهالسلام , قال :سألته عن المريض , فقال : «يسجد على الأرض أو على المروحة أو على سواك يرفعه إليه وهو أفضل من الإيماء , إنّما كره السجود على المروحة من أجل الأوثان التي كانت تعبد من دون الله , وإنّا لم نعبد غير الله قطّ ,