اسم الکتاب : مصباح الفقيه المؤلف : الهمداني، آقا رضا الجزء : 12 صفحة : 63
إبراهيم برواية المشايخ الثلاثة , إلّا أنّ موردها الاستلقاء , ومورد الإيماء بالرأس في الروايات المتقدّمة الاضطجاع على أحد الجنبين , والأصحاب قد رتّبوا بينهما في كلّ من الموضعين , والوقوف على ظاهر الأخبار أولى , إلّا مع عدم إمكان الإيماء بالرأس من المضطجع ؛ فإنّه لا مندوحة عن الانتقال إلى الإيماء بالعينين , ولعلّ الأخبار إنّما خرجت مخرج الغالب من أنّ النائم على أحد جنبيه لا يصعب عليه الإيماء برأسه , والمستلقي لمزيد الضعف لا يمكنه الإيماء بالرأس [١]. انتهى.
أقول : صعوبة الإيماء بالرأس من المستلقي ليس لمجرّد زيادة ضعفه , بل لأنّ صدوره منه في حدّ ذاته أشقّ من صدوره من المضطجع , كما لا يخفى.
وكيف كان فما ذكره من أنّ الوقوف على ظاهر الأخبار أولى , يتوجّه عليه : أنّه ليس في شيء من الأخبار التي وقع فيها التصريح بالإيماء بالرأس إشعار بوروده في خصوص المضطجع , بل قد أشرنا آنفا إلى أنّه ربما يستشعر من خبرين منها ـ وهما خبرا إبراهيم والحلبي [٢] ـ ورودهما في الجالس , ولكنّه لا يقدح في إفادة عموم المدّعى مع إمكان إبقائهما على ظاهرهما من الإطلاق.
وأمّا مرسلة [٣] الفقيه ـ الواردة في من شبكته الريح , التي وقع فيها أيضا التصريح به ـ فإن لم نقل بانصراف ما فيها من الأمر بتوجيهه إلى القبلة إلى النوم مستلقيا إلى القبلة فلا أقلّ في عدم ظهوره في إرادة خصوص النوم