اسم الکتاب : مصباح الفقيه المؤلف : الهمداني، آقا رضا الجزء : 12 صفحة : 340
والمراد بالموالاة ـ على ما يظهر من كلماتهم , كما صرّح به بعض [١] ـ أن لا يتخلّل بين أبعاضها سكوت معتدّ به أو كلام مغاير , عدا ما ورد النصّ بجوازه , كسؤال الرحمة والتعوّذ عن النار عند قراءة آيتيهما ونحوه.
واستدلّ له : بأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله كان يوالي في قراءته , فيجب التأسّي به ؛ لعمومات [٢] التأسّي , وخصوص قوله صلىاللهعليهوآله : «صلّوا كما رأيتموني أصلّي» [٣].
وفيه : أنّ استفادة وجوب مثل هذه الأمور الجارية مجرى العادة من مثل قوله صلىاللهعليهوآله : «صلّوا كما رأيتموني أصلّي» فضلا عن عمومات التأسّي محلّ نظر بل منع.
فالوجه أن يقال تبعا لما حقّقه غير واحد من متأخّري المتأخّرين : إنّ المتبادر من أوامر القراءة في الصلاة ـ ولو بواسطة المناسبات المغروسة في الذهن , الناشئة من خصوصيّات المورد ـ هو الإتيان بمجموع القراءة المعتبرة في كلّ ركعة من الصلاة ـ أي الحمد والسورة ـ في ضمن فرد من القراءة بأن يعدّ في العرف مجموعها قراءة واحدة مبتدئا فيها بفاتحة الكتاب , كما يومئ إلى ذلك بعض الأخبار المتقدّمة [٤] في أوائل المبحث , المشعرة بأنّ مجموعها جزء واحد من أجزاء الصلاة مع حفظ صورتها التي بها تتقوّم ماهيّة القرآنيّة التي بها قوام المأمور به , فالفصل الطويل المنافي لصدق وحدة القراءة عرفا أو مزج كلمات خارجيّة منافية لحفظ الصورة