اسم الکتاب : مصباح الفقيه المؤلف : الهمداني، آقا رضا الجزء : 12 صفحة : 324
وعن الشيخ بإسناده عن حنان بن سدير قال : صلّيت خلف أبي عبد الله عليهالسلام فتعوّذ بإجهار ثمّ جهر بـ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)[١].
وعن قرب الإسناد أنّه رواه عن حنان بن سدير , قال : صلّيت خلف أبي عبد الله عليهالسلام المغرب فتعوّذ بإجهار «أعوذ بالله [السميع العليم] من الشيطان الرجيم , وأعوذ بالله (أَنْ يَحْضُرُونِ)» [٢].
إلى غير ذلك من الأخبار الدالّة عليه التي سيأتي بعضها إن شاء الله.
وممّا يشهد أيضا لعدم وجوبه وكون الأمر به في الكتاب وغيره على جهة الاستحباب ـ مضافا إلى ما نبّه عليه الشهيد في عبارته المتقدّمة [٣] ـ مرسلة الصدوق , قال : «كان رسول الله صلىاللهعليهوآله أتمّ الناس صلاة وأوجزهم , كان إذا دخل في صلاته قال : «الله أكبر (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)» [٤].
ثمّ إنّ مفاد النصوص الدالّة على شرعيّتها في الصلاة كظواهر الفتاوى إنّما هو استحبابها أمام القراءة في الركعة الأولى , وأمّا في سائر الركعات فلا دليل عليه , بل ربما يستشعر أو يستظهر من كلماتهم الإجماع على عدم مشروعيّته , فلا يجوز الإتيان بها على سبيل التوظيف , ولكن لو أتى بها من حيث إنّ ما يقرأها في الصلاة من جزئيّات قراءة القرآن المأمور بالاستعاذة عندها في الكتاب والسنّة الشاملين بإطلاقهما لحال الصلاة وغيرها , فلا بأس به , وكلمات الأصحاب المصرّحين باختصاص مشروعيّتها بالركعة الأولى منصرفة عن مثل الفرض , كما لا يخفى.
[١]التهذيب ٢ : ٢٨٩ / ١١٥٨ , الوسائل , الباب ٥٧ من أبواب القراءة في الصلاة , ح ٤.
[٢]قرب الإسناد : ١٢٤ / ٤٣٦ , الوسائل , الباب ٥٧ من أبواب القراءة في الصلاة , ح ٥ , وما بين المعقوفين أضفناه من المصدر.