اسم الکتاب : مصباح الفقيه المؤلف : الهمداني، آقا رضا الجزء : 1 صفحة : 16
مقدّمات واجب يقصر زمانه عن الفعل ومقدّماته مع شهادة العقل في مثل الفرض بوجوبها قبل ذلك الزمان , وإلّا لغا الأمر منهم [١].
ومنهم من تشبّث بتقبيح العقل تفويت التكاليف , إلى غير ذلك ممّا يقف عليه المتتبّع , وفي الجميع ما لا يخفى.
أمّا القول بالوجوب النفسي للمقدّمة في مثل الفرض , ففيه ـ مع أنّه يحتاج إلى دليل خاص في كلّ مورد ـ أنّا نعلم في أغلب الموارد أنّها ليست مطلوبة لذاتها , بل مطلوبيتها ليست إلّا لأجل المقدّمية , كالمسير إلى الحجّ , فإنّ من الواضح أنّه لا يجب عليه السير لو علم بأنّه يفوته [٢] الحج.
ودعوى : أنّ الواجب النفسي هو السير الذي يتعقّبه الحج , شطط من الكلام , إذ من المعلوم أنّه ليس في الأدلّة الشرعية ما يقتضي وجوب السير لذاته.
هذا , مع أنّ لنا أن نفرض تصريح الشارع بأنّي لا أريد السير إلّا مقدّمة للحج.
وكيف كان فهذا الجواب لا يغني من جوع.
وأمّا القول بعدم وجوب المقدّمة في الفرض , ففيه : أنّ أدلّة القائلين بوجوبها لا تقصر عن شمول مثل هذه المقدّمات , لأنّ مقتضاها وجوب ما لا يتمّ الواجب إلّا به , والمفروض أنّ الصوم لا يتمّ إلّا بالغسل في الليل.