responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصباح الفقاهة المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 1  صفحة : 498
ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه [1]، فانه تعالى بعد نهيه عن الغيبة صريحا اراد بيان كونها من الكبائر الموبقة والجرائم المهلكة. فشبه المغتاب - بالكسر - بآكل الميتة، اما لانه يأكل الجيف في الاخرة كما في بعض الروايات [2]، أو لتشبيه بالسباع والكلاب، أو لكون حرمة الغيبة كحرمة أكل الميتة، بل اعظم كما في رواية العسكري (عليه السلام) [3]. وقد شبه عرض المؤمن باللحم، فانه ينتقص بالهتك كما ينتقص اللحم بالاكل، وشبه الاغتياب بالاكل لحصول الالتذاذ بهما، ووصف المؤمن بانه اخ، فان المؤمنين اخوة ومن طبيعة الاخوة ان يكون بينهم تحابب وتوادد، وشبه المغتاب (بالفتح) بالميت لعدم حضوره في اكثر حالات الاغتياب. وصدر سبحانه وتعالى الجملة بالاستفهام الانكاري اشعارا للفاعل بأن هذا العمل يقبح ان يصدر من احد، إذ كما لا يحب احد ان يأكل لحم اخيه الميت، لاشمئزاز طبعه عنه وشدة رأفته به، وكذلك لا بد وان يشمئز عقله عن الغيبة لكونها هتكا لعرض اخيه المؤمن. وقد استدل على حرمة الغيبة بآيات اخر، ولكن لا دلالة في شئ منها على ذلك الا بالقرائن الخارجية، فلا يكون الاستدلال بها بالايات بل بتلك الامور الخارجية.

[1] الحجرات: 12.
[2] عن القطب الراوندي عن النبي (صلى الله عليه وآله) انه نظر في النار ليلة الاسراء، فإذا قوم يأكلون الجيف، فقال: يا جبرئيل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحم الناس (لب اللباب، مخطوط، عنه المستدرك 9: 125، مجموعه الورام: 115)، مرسلة.
[3] عن الامام أبي محمد العسكري (عليه السلام) في تفسيره: اعلموا ان غيبتكم لاخيكم المؤمن من شيعة آل محمد (عليهم السلام) أعظم في التحريم من الميتة، قال الله: ولا يغتب - الاية (تفسير الامام (عليه السلام): 245، عنه المستدرك 9: 113)، أقول: لم يثبت لنا اعتبار هذا التفسير.
اسم الکتاب : مصباح الفقاهة المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 1  صفحة : 498
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست