responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصباح الفقاهة المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 1  صفحة : 407
وقد استدل عليها بوجوه: 1 - قوله تعالى في التحدث عن قول الشيطان: ولامرنهم فليغيرن خلق الله [1]، بدعوى ان حلق اللحية من تغيير الخلقة، وكل ما يكون تغييرا لها فهو حرام. وفيه: انه ان كان المراد بالتغيير في الاية المباركة تغييرا خاصا فلا شبهة في حرمته على اجماله، ولكن لا دليل على كون المراد به ما يعم حلق اللحية. وان كان المراد به مطلق التغيير فالكبرى ممنوعة، ضرورة عدم الدليل على حرمة تغيير الخلقة على وجه الاطلاق والا لزم القول بحرمة التصرف في مصنوعاته تعالى، حتى بمثل جرى الانهار وغرس الاشجار وحفر الابار وقطع الاخشاب وقلم الاظفار وغيرها من التغييرات في مخلوقاته سبحانه. والظاهر ان المراد به تغيير دين الله الذي فطر الناس عليها، وفاقا للشيخ الطوسي (رحمه الله) في تفسيره [2]، ويدل عليه قوله تعالى: فطرة الله

[1] النساء: 118.
[2] في تفسير التبيان: وقوله تعالى: ولامرنهم فليغيرن خلق الله، اختلفوا في معناه، فعن ابن عباس: فليغيرن دين الله، وروي ذلك عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام)، وقال مجاهد: كذب عكرمة في قوله انه الاخصاء، وانما هو تغيير دين الله الذي فطر الناس عليه في قوله: فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم، وقال قوم: هو الوشم، وقال عبد الله: لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتفلجات المتغيرات خلق الله، واقوى الاقوال قول من قال فليغيرن خلق الله بمعنى دين الله، بدلالة قوله: فطرة الله - الاية، ويدخل في ذلك جميع ما قاله المفسرون، لانه إذا كان ذلك خلاف الدين فالاية تتناوله - انتهى كلامه بأدنى تفاوت (التبيان 1: 471).
اسم الکتاب : مصباح الفقاهة المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 1  صفحة : 407
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست