والشرائع والمنتهى
والجامع والتذكرة ونهاية الأحكام [١] ، ونسبه الشهيد إلى الأكثر [٢].
بل ـ كما قيل [٣] ـ يرجع إليه ما
عن الغنية والسرائر [٤] من أنّها أن يكون ذاكرا للفعل غير فاعل لنية مخالفها ،
بجعل قولهم غير فاعل مفسّرا لسابقه.
وقد يجعل هذا
المعنى مغايرا لسابقه ويجعل مجموع الفقرتين تفسيرا لها.
ولا يخفى أنّه على
هذا يكون عين النية الفعلية ، لأنّها أيضا ليست شيئا سوى التذكر للأمور المذكورة
مع الحالة المحركة اللازمة على كل تقدير ، وقد عرفت عدم دليل على لزومها في تمام
الأجزاء ، بل هي ليست معتبرة في نفسه في جزء من الأجزاء وإن اعتبرت لأجل حصول
الحكمية ، إلاّ أن يكون المراد التذكر للفعل فقط ، دون سائر التصورات من أنّه
يفعله ولما ذا يفعله ، وذلك أيضا لا دليل على اعتباره أصلا.
وقد يقال في توجيه
وجوبه [٥] : إنّه كما تجب النية في أول الفعل تجب في كل جزء منه أيضا ، ولمّا كانت
النية عندهم هو الإخطار أو الفعلية ، ويتعذّر اعتبارها في جميع الفعل إذ ( ما جَعَلَ
اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ )[٦] يتوجه بأحدهما
إلى الإخطار وبالآخر إلى إحداث الأجزاء والحركات والسكنات ، فلا بدّ من الاكتفاء
بمجرد التذكر ، إذ « ما لا يدرك كله لا يترك كله » [٧] بل ذلك هو الوجه
في اعتبار