قال في الوافي في
بيان الحديث : خلّ الخمر : هو عصير العنب المصفّى الذي يجعل فيه مقدار من الخلّ
ويوضع في الشمس حتى يصير خلاّ [١]. فإنّه لا شكّ أنّ بالوضع في الشمس ـ خصوصا في الحجاز
ونحوه ـ يحصل الغليان وصيرورته خلاّ قبل ذهاب الثلاثين قطعا.
ويمكن أن يستدلّ
على الحلّية أيضا بصحيحة عمر بن يزيد الواردة في البختج ـ وهو العصير المطبوخ ـ :
« إذا كان يخضب الإناء فاشربه » [٢].
ولا يعارضها مفهوم
صحيحة ابن وهب : عن البختج ، فقال : « إذا كان حلوا يخضب الإناء وقال صاحبه : قد
ذهب ثلثاه وبقي الثلث ، فاشربه » [٣] ، إذ ليس باقيا على ظاهره قطعا ، إذ قول الصاحب إن كان
مثبتا لذهاب الثلاثين فلا معنى لاشتراط الحلاوة وخضب الإناء إجماعا ، وإن لم يكن
مثبتا مطلقا أو بإطلاقه فلا وجه لاشتراطه ، بل يثبت المطلوب ، فلا بدّ إمّا من جعل
الواو بمعنى : أو ، فيثبت المطلوب ، أو حمل الشرط الأخير على الأولويّة ، فكذلك
أيضا ، أو حمل الأول عليها ، فلا ينافي المطلوب.
فروع :
أ : يتحقّق ذهاب
الثلاثين بنقصهما كيلا ، ولا يحتاج إلى ذهابهما وزنا ،