وهل يشترط في عدم
انفعاله تساوي سطوحه الظاهرة؟ أم يكفي الاتصال مطلقا؟ أو مع الانحدار خاصّة دون
التسنّم؟ أو في تقوّي الأسفل بالأعلى دون العكس؟
الأظهر الثاني ،
وهو صريح الروض [١] وظاهر الأكثر ، كما فيه وفي اللوامع ، للأصل ، وعمومات
طهارة الكرّ ، السالمين عمّا يصلح للمعارضة ، لعدم عموم في أكثر أدلّة انفعال
القليل ، لاختصاصه بصور مخصوصة ليس المورد منها ، وظهور ما لم يكن كذلك في غير
ذلك.
وجعل عمومات الكرّ
مختصّة بما لم يحتمل العهد ، لعدم كون عمومها وضعيّا ، من حيث ورودها بلفظ المفرد
المحلّى ، وتقدّم السؤال عن الماء المجتمع عهد [٢]. مدفوع : بمنع عدم كون عموم المفرد وضعيّا أوّلا ، ومنع
تقدّم السؤال في الجميع ثانيا ، ومنع كون المسؤول عنه متساوي السطوح ثالثا ،
وجريان مثله في طرف النجاسة فيختصّ بغير متّصل بالكرّ وينفى في المتّصل بالأصل
رابعا.
للأول ـ وهو لبعض
المتأخرين [٣] ـ : ظهور اعتبار الاجتماع في الماء ، وصدق الوحدة والكثرة
عليه من أكثر الأخبار المتضمّنة لحكم الكرّ [٤] اشتراطا أو كمّيّة ، وتطرّق النظر إلى ذلك مع عدم
المساواة.
والجواب أولا :
أنّ هذا الظهور ليس ظهورا بعنوان الاشتراط ، وإنّما هو ناش من كون المورد كذلك ،
وهو لا ينافي العموم.
وثانيا : أنّ
اللازم منه اعتبار صدق الاجتماع العرفيّ دون المساواة ، فإنّه ليس دائرا مدارها ،
بل قد يتحقّق مع الاختلاف ، كما قد ينتفي مع المساواة كالغديرين المتّصلين بانبوبة
ضيّقة ممتدّة.