responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مستمسك العروة الوثقى المؤلف : الحكيم، السيد محسن    الجزء : 9  صفحة : 288

______________________________________________________

فليخرج منها شيئاً ـ قل أو كثر ـ فيعطيه بعض من تحل له الزكاة ، وليعد ما بقي من الزكاة على عياله ، فليشتر بذلك إدامهم وما يصلحهم من طعامهم .. » [١] ، ومصحح إسحاق بن عمار : « قلت لأبي عبد الله (ع) : رجل له ثمانمائة ، ولابن له مائتا درهم ، وله عشر من العيال ، وهو يقوتهم فيها قوتاً شديداً ، وليس له حرفة بيده. إنما يستبضعها فتغيب عنه الأشهر ثمَّ يأكل من فضلها ، أترى له إذا حضرت الزكاة أن يخرجها من ماله فيعود بها على عياله يتسع عليهم بها النفقة؟ قال (ع) : نعم » [٢]. وقريب منهما خبر أبي خديجة [٣].

لكن الإطلاق مقيد بما دل على المنع من إعطاء واجبي النفقة ، مما عرفت. والأخبار المذكورة ظاهرة في زكاة مال التجارة ، والتعدي منها إلى الزكاة الواجبة غير ظاهر. ولا سيما مع قرب احتمال أن يكون ذلك من باب ترجيح التوسعة على العيال على أداء زكاة مال التجارة. مضافاً إلى أن موردها صورة عدم القدرة على الإنفاق اللازم ، وأن دفع الزكاة لتتميمه لا للتوسعة. ودعوى : أن أدلة المنع من إعطاء واجب النفقة ـ بقرينة التعليل ـ مختصة بالدفع للقوت اللازم ، فلا تشمل الدفع للتوسعة. مندفعة : بأن الظاهر من التعليل ـ بقرينة ما في صدر الصحيح ، من عدم جواز إعطائهم شيئاً ـ أن لزومهم له مانع من كونهم موضوعاً للزكاة ، ومخرج لهم عن الفقر إلى الغني ولو تعبداً. وكأنه لذلك يشكل أخذ الزكاة من غير المنفق.

هذا والانصاف يقتضي المنع من ظهوره في ذلك ، إذ من الجائز أن‌


[١] الوسائل باب : ١٤ من أبواب المستحقين للزكاة حديث : ٢.

[٢] الوسائل باب : ١٤ من أبواب المستحقين للزكاة حديث : ١.

[٣] الوسائل باب : ١٤ من أبواب المستحقين للزكاة حديث : ٦.

اسم الکتاب : مستمسك العروة الوثقى المؤلف : الحكيم، السيد محسن    الجزء : 9  صفحة : 288
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست