اسم الکتاب : مستمسك العروة الوثقى المؤلف : الحكيم، السيد محسن الجزء : 6 صفحة : 289
بقوله ( إِيّاكَ
نَعْبُدُ وَإِيّاكَ نَسْتَعِينُ ) إذا قصد القرآنية أيضاً بأن يكون قاصداً للخطاب بالقرآن ،
بل وكذا في سائر الآيات فيجوز إنشاء الحمد بقوله ( الْحَمْدُ لِلّهِ
رَبِّ الْعالَمِينَ ) ، وإنشاء المدح في ( الرَّحْمنِ
الرَّحِيمِ ) ، وإنشاء طلب الهداية في ( اهْدِنَا الصِّراطَ
الْمُسْتَقِيمَ ) ، ولا ينافي قصد القرآنية مع ذلك.
( مسألة ٩ ) : قد
مر أنه يجب كون القراءة وسائر الأذكار حال الاستقرار [١] ، فلو أراد حال القراءة
التقدم أو التأخير قليلا ، أو الحركة إلى أحد الجانبين ، أو أن ينحني لأخذ شيء من
الأرض ، أو نحو ذلك يجب أن يسكت حال الحركة ، وبعد الاستقرار يشرع في قراءته ، لكن
مثل تحريك اليد أو أصابع الرجلين لا يضر [٢] وإن كان الأولى بل الأحوط تركه أيضاً.
من حيث هي ، وكذا
الحكم الوارد على المفهوم العام الملحوظ عبرة للافراد ، فان المقصود الحكم على تلك
الحصص المتكثرة واللفظ غير مستعمل فيها ، بل مستعمل في معناه ـ أعني ذات الماهية
المهملة. والظاهر أن المقام من هذا القبيل ، فالقارئ يتلفظ مستعملا لفظه في اللفظ
الجزئي الخاص حاكياً عنه حكاية استعمالية جاعلا إياه عبرة إلى معناه قاصداً
الاخبار عنه أو إنشاءه.
[١] مر الاستدلال
بالإجماع ، ورواية السكوني وغيرها[١]. فراجع.
[٢] لأن العمدة في
عموم وجوب الاستقرار هو الإجماع ، ولم ينعقد في المقام.