« دخلت على أبي عبد
الله (ع) وهو مغضب وعنده جماعة من أصحابنا وهو يقول : يصلون قبل أن تزول الشمس ،
قال : وهم سكوت. قال : فقلت : أصلحك الله ما نصلي حتى يؤذن مؤذن مكة قال (ع) : فلا
بأس ، أما إنه إذا أذن فقد زالت الشمس » [١] ، ورواية الهاشمي عن علي (ع) : «
المؤذن مؤتمن والامام ضامن » [٢] ، ومرسل الفقيه في المؤذنين : «
إنهم الأمناء » [٣] ، ورواية عبد الله بن علي عن بلال ـ في
حديث ـ : « سمعت رسول الله (ص) يقول : المؤذنون
أمناء المؤمنين على صلاتهم وصومهم ولحومهم ودمائهم لا يسألون الله عز وجل شيئاً
إلا أعطاهم .. » [٤] ودلالتها على حجية
أذان المواظب على الوقت مما لا ينبغي إنكاره. وإطلاق بعضها محمول عليه جمعاً بينه
وبين رواية ابن جعفر المتقدمة في مسألة اعتبار العلم [٥]. والظاهر من
التعليل بالمواظبة على الوقت هو الموثوق به في معرفة الوقت ، وكون أذانه فيه لا
قبله.
والخدش في النصوص
من جهة إعراض المشهور عنها لا يهم ، لامكان كون المنشأ فيه بناءهم على معارضتها
برواية ابن جعفر (ع) المتقدمة المعتضدة بما دل على اعتبار العلم مما تقدمت الإشارة
إليه الموجب لحملها على التقية أو على صورة العذر ، أو على صورة حصول العلم. وقد
عرفت أن الجمع العرفي يقتضي ما ذكرنا من اعتبار أذان الثقة ولا تنتهي النوبة الى
ما ذكر.
وأما خبر علي بن جعفر (ع) عن أخيه : «
عن رجل صلى الفجر