العزم على تركه ،
لكنه ليس مما نحن فيه. لكن الإنصاف : أنه لا فرق في امتناع العزم على الشيء مع
العلم بعدم حصوله بين أن يكون لعدم القدرة عليه ، أو لتبدل إرادة المكلف وكراهته.
ومما ذكرنا يظهر أن ما حكي في الذخيرة وغيرها عن جمع من العلماء من عدم اعتبار
العزم بهذا المعنى في التوبة في محله.
[١] على ما رواه الشريف الرضي (ره) في نهج البلاغة
عن أمير المؤمنين (ع) : « إن قائلا قال
بحضرته : أستغفر الله. فقال : عليهالسلام
: ثكلتك أمك أتدري ما الاستغفار؟ الاستغفار درجة العليين وهو اسم واقع على ستة
معان : أولها : الندم على ما مضى. والثاني : العزم على ترك العود إليه أبداً. والثالث
: أن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله عز وجل أملس ليس عليك تبعة. والرابع
: أن تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها. والخامس : أن تعمد إلى اللحم الذي
نبت على السحت فتذيبه بالأحزان حتى يلصق الجلد بالعظم ، وينشأ بينهما لحم جديد.
والسادس : أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية ، فعند ذلك تقول :
أستغفر الله » [١]وهذا منه (ع) وان كان بياناً للاستغفار الكامل ، لا للتوبة
، إلا أنه يصح أن يكون بياناً للتوبة الكاملة ، لاشتماله على الندم والعزم ،
وزيادة.
[٢] بلا خلاف ظاهر
، ولا إشكال في الجملة ، كما يستفاد من
[١] الوسائل ، باب :
٨٧ من أبواب جهاد النفس ، حديث : ٤.
اسم الکتاب : مستمسك العروة الوثقى المؤلف : الحكيم، السيد محسن الجزء : 4 صفحة : 8