اسم الکتاب : مستمسك العروة الوثقى المؤلف : الحكيم، السيد محسن الجزء : 10 صفحة : 267
وقد يحتمل البلد
الذي صار مستطيعاً فيه [١]. ويحتمل التخيير بين البلدان التي كان فيها بعد
الاستطاعة. والأقوى ما ذكرنا ، وفاقاً لسيد المدارك ( قده ) ، ونسبه الى ابن إدريس
رحمهالله أيضاً. وإن كان الاحتمال الأخير ـ وهو التخيير ـ قوياً جداً [٢].
بملاحظة أنه البلد
الذي هو منتهى انقطاع الخطاب بالحج عنه ، ضرورة كونه مكلفاً بالحج من ذلك المكان ،
فيناب عنه ، كما ذكر في الجواهر ، وجعله مؤيداً لما في المتن.
[١] حكى في
الجواهر هذا الاحتمال عن بعض ، وعن بعض العامة : القول به. وكأنه لأن بلد اليسار
هو البلد الذي توجه اليه الخطاب بالحج منه. وفيه : أن الخطاب بالحج منه يختص بصورة
عدم انتقاله عنه ، فاذا انتقل عنه توجه اليه الخطاب بالحج من غيره الذي انتقل اليه.
ولذلك استدل الحلي على بلد الموت بذلك.
[٢] كأن وجهه :
الأخذ بإطلاق البلد ، ومنع الانسباق الى بلد الاستيطان ، كما أشار إلى ذلك بقوله
سابقاً : « كما ترى ». وأما خبر زكريا فدلالته بالاشعار لا بالظهور. وفيه : ما
عرفت من أن : « بلاده » و : « منزله » ظاهران في بلد الاستيطان. مع أنه لو تمَّ
ذلك كان اللازم الاجتزاء بكل. بلد ولا يختص بالبلد الذي كان فيه بعد الاستطاعة.
وأما الخبر فدلالته تامة ، لأن قوله : «
أيجزيه أن يحج عنه من غير البلد الذي مات فيه ظاهر في أن للبلد الذي مات فيه نوعاً من الخصوصية ، فاذا
حمل الخبر على حال الضرورة فقد دل على الوجوب من ذلك البلد في حال الاختيار. وأوضح
منه في ذلك خبر كتاب المسائل المروي في مستطرفات السرائر [١] ، بناء على
الاستدلال به لوجوب الحج من البلد.
[١] الوسائل باب : ٢
من أبواب النيابة في الحج حديث : ٩.
اسم الکتاب : مستمسك العروة الوثقى المؤلف : الحكيم، السيد محسن الجزء : 10 صفحة : 267