هذا مضافا الى ما
قيل من دعوى الإجماع على عدم كون الكر ستمائة رطل بالعراقي والمدني ، وهو قرينة
على حمل رواية الستمائة على المكي ، فتكون هي قرينة على حمل المرسلة على العراقي.
بل لا حاجة الى الحمل المذكور ، لأن الستمائة بعد حملها على المكي تكون ألفاً
ومائتين بالعراقي ، وان بقيت المرسلة على إجمالها.
نعم رواية ابن
جعفر (ع) [١] الواردة في ألف رطل وقع فيها أوقية من بول ، المتضمنة أنه
لا يصلح شربه ولا الوضوء منه، بناء على ظهورها في الرطل المدني ـ بقرينة كونه
مدنيا ـ تنافي حمل المرسلة على العراقي. وكأنه لذلك ذهب الصدوقان والمرتضى قدسسرهم ـ على ما حكي ـ الى
كون الكر ألفاً ومائتين بالمدني. لكن هذه القرينة غير ظاهرة ، إذ من المحتمل
استعمال الرطل شائعاً في المدينة في العراقي ، كما يستعمل في المدني. بل قد يظهر
من رواية الكلبي النسابة [٢] أن الاستعمال في العراقي أشيع. فتأمل.
وأشكل من ذلك دعوى
تعين حمل المرسلة على الرطل العراقي ، بقرينة أن ابن أبي عمير كوفي ، ومشايخه من
أهل الكوفة ، وحمل الصحيحة على الرطل المكي ، بقرينة أن ابن مسلم من أهل الطائف.
وجه الإشكال [ أولا ] : ما عرفت من احتمال استعمال الرطل شائعا في كل من المقادير
الثلاثة [ وثانيا ] : أنه لم يثبت وجوب حمل الكلام على عرف السامع في قبال عرف
المتكلم. مع أن ابن مسلم من أهل الكوفة ، كما يظهر بمراجعة ترجمته في كتب الرجال.
وكون المراد من بعض أصحابنا في كلام ابن أبي عمير
[١] الوسائل باب : ٨
من أبواب الماء المطلق حديث : ١٦.
[٢] الوسائل باب : ٢
من أبواب الماء المضاف حديث : ٢.
اسم الکتاب : مستمسك العروة الوثقى المؤلف : الحكيم، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 151