اسم الکتاب : مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 9 صفحة : 365
كتاب الخلع و المبارأة (1)
..........
كتاب الخلع و المبارأة
(1) الخلع بضمّ الخاء مأخوذ من الخلع بفتحها و هو النزع، لأن كلّا من الزوجين لباس الآخر قال تعالى هُنَّ لِبٰاسٌ لَكُمْ وَ أَنْتُمْ لِبٰاسٌ لَهُنَّ[1] و كأنّه بمفارقة الآخر نزع لباسه. و الأصل فيه قبل الإجماع آية فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً[2] و قوله تعالى فَإِنْ خِفْتُمْ أَلّٰا يُقِيمٰا حُدُودَ اللّٰهِ فَلٰا جُنٰاحَ عَلَيْهِمٰا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ[3]. و من السنّة ما روي عن ابن عباس- رضي اللّه عنه- قال: «جاءت امرأة ثابت بن قيس بن شماس إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلّم) فقالت: يا رسول اللّه ما أنقم على ثابت في دين و لا خلق إلّا أنّي أخاف الكفر، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلّم): تردّين عليه حديقته؟ قالت: نعم، فردّت عليه الحديقة و طلّقها تطليقة» [4]. و في رواية: «فتخالعا [5] عليها». و نقل أنه أول خلع جرى في الإسلام [6].
و المبارأة بالهمز، و قد تقلب ألفا، و أصلها المفارقة، قال الجوهري: «تقول: