اسم الکتاب : مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 7 صفحة : 288
و لو حملت مملوكة الأب (1) من الابن مع الشبهة عتق، و لا قيمة على الابن. و لو حملت مملوكة الابن من الأب لم ينعتق، و على الأب فكّه، إلّا أن يكون أنثى.
و لو وطئ الأب زوجة ابنه (2) لشبهة لم تحرم على الولد، لسبق الحلّ.
و قيل: تحرم، لأنّها منكوحة الأب، و يلزم الأب مهرها. و لو عاودها الولد، فإن قلنا: الوطء بالشبهة ينشر الحرمة، كان عليه مهران. و إن قلنا: لا يحرم- و هو الصحيح- فلا مهر سوى الأول.
فلا يناسبه إثبات العقوبة عليه، بخلاف العكس.
قوله: «و لو حملت مملوكة الأب. إلخ».
(1) إنّما عتق الأوّل لأنّ ولد المملوكة و إن لحق بأبيه لكن جدّه مالك الجارية، و لهذا يقوّم و يدفع إليه القيمة لو لم يعتق. و ولد الولد يعتق على الجدّ و لا قيمة على الابن، لأنّ العتق ثبت على الأب من حين الولادة. بخلاف ما لو حملت مملوكة الابن من الأب، لأن المالك الابن، و هو أخوه، و الأخ لا يعتق على الأخ، و على الأب فكّه بقيمته. نعم، لو كان أنثى عتقت على أخيها، و لا قيمة على الأب.
قوله: «و لو وطئ الأب زوجة ابنه. إلخ».
(2) سيأتي [1]- إن شاء اللّه تعالى- أنّ المختار أنّ وطء الشبهة لا يحرّم لاحقا، و هذا منه. و النكاح في الآية [2] مختصّ بالعقد أو مشترك، فلا حجّة فيها. و على هذا فلا تحرم على الابن. و يتفرّع على الخلاف ما لو وطئها الابن ثانيا، فإن قلنا بتحريمها عليه و كانا عالمين فهو زان، و لا مهر لها سوى الأول. و إن كانا جاهلين