اسم الکتاب : مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 4 صفحة : 129
و إن لم يكن له مال ظاهر، و ادّعى الإعسار، فإن وجد البيّنة قضي بها. و إن عدمها، و كان له أصل مال، أو كان أصل الدعوى مالا، حبس حتى يثبت إعساره. (1)
و إذا شهدت البيّنة بتلف أمواله قضي بها، و لم يكلّف اليمين، و لو لم تكن البيّنة مطلعة على باطن أمره. أمّا لو شهدت بالإعسار مطلقا، لم يقبل حتى يكون مطّلعة على أموره بالصّحبة المؤكّدة (2)، و للغرماء إحلافه دفعا للاحتمال الخفيّ.
للحاكم ضربه.
قوله: «و لو لم يكن له مال ظاهر- إلى قوله- حتى يثبت إعساره».
(1) المراد أنّه كان له قبل الآن مال و ادّعى الآن تلفه. و المراد بكون أصل الدعوى مالا أن غريمه الذي قد أثبت دينه دفع إليه في مقابلته مالا، بأن باعه سلعة و هو يطالب بثمنها، أو أقرضه مالا، و نحو ذلك، و المديون يدّعي تلفه، أو ينكر وصوله إليه مع قيام البيّنة به، فإنّه حينئذ يحبس حتى يثبت [1] إعساره، لأنّ الأصل بقاء ذلك المال في يده.
و ظاهر العبارة- ككثير- أنّه مع ذلك يحبس بمجرّد ثبوت الدّين و امتناعه من إيفائه. و في التذكرة [2] أنّه إذا لم يكن له بيّنة بذلك يحلف الغرماء على عدم التلف، فإذا حلفوا حبس.
قوله: «و إذا شهدت بالبيّنة- إلى قوله- بالصحبة المؤكّدة».
(2) إذا شهدت البيّنة للمديون بالإعسار، فإمّا أن يكون مستند شهادتها علمها بتلف ماله، أو اطلاعها على حاله. فإن كان الأوّل بأن شهد الشاهدان على تلف أمواله قبلت، و إن لم تكن مطّلعة على باطن أمره، لأنّ الشهادة بذلك على الإثبات