اسم الکتاب : مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 15 صفحة : 407
..........
الذمّة ممّا زاد على الثلث، فمن ادّعى زيادة عليه يحتاج إلى دليل، و لا دليل عليه من كتاب و لا سنّة، و لا يرجع في مثل ذلك إلى أخبار الآحاد» [1].
و قال أيضا: «في العين القائمة إذا خسف بها ثلث ديتها صحيحة، و كذلك في العين العوراء التي أخذت ديتها، أو استحقّها صاحبها و لم يأخذها، ثلث ديتها صحيحة على ما بيّنّاه، و شيخنا أبو جعفر في نهايته فرّق بينهما، بأن قال: إذا قلع العين العوراء التي أخذت ديتها، أو استحقّت الدية و لم يؤخذ نصف الدية، يعني:
ديتها، فإن خسف بها و لم يقلعها ثلث ديتها. و الأولى عندي أن في القلع و الخسف ثلث ديتها، فأما إذا كانت عوراء و العور من اللّه تعالى فلا خلاف بين أصحابنا أن فيها ديتها كاملة خمسمائة دينار» [2]. انتهى كلامه.
و هذا هو الوهم الذي أشار إليه المصنف، و أمر بالتوقّي من زلله. و وهمه في هذه العبارة نشأ من عدم فهمه كلام الشيخ في النهاية، حيث قال فيها: «و في العين العوراء الدية كاملة إذا كانت خلقة، أو قد ذهبت بآفة من جهة اللّه تعالى، فإن كانت قد ذهبت و أخذ ديتها، أو استحقّ الدية و إن لم يأخذها، كان فيها نصف الدية» [3].
فهذه عبارة الشيخ في النهاية. و أراد- (رحمه اللّه)- بالعين العوراء الصحيحة التي قد ذهبت أختها، و اتّبع في ذلك لفظ الرواية، حيث قال في رواية العلاء:
«و في العين العوراء الدية» [4]. و إنما أطلق عليها اسم العوراء مع كونها صحيحة لأن ما لا أخ له يقال له: أعور، لغة، و منه قول أبي طالب لأبي لهب لمّا اعترض