اسم الکتاب : مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 12 صفحة : 389
كتاب إحياء الموات (1)
(1) الأصل في إحياء الموات قول النبيّ صلّى اللّٰه عليه و آله: «من أحيا أرضا ميتة فهي له» [1]. و قوله صلّى اللّٰه عليه و آله: «من أحاط حائطا على أرض فهي له» [2]. و روي أنه صلّى اللّٰه عليه و آله قال: «عادي الأرض للّٰه و لرسوله، ثمَّ هي لكم منّي» [3]. و روي: «موتان الأرض للّٰه و لرسوله، ثمَّ هي لكم منّي أيّها المسلمون» [4].
و الموتان بفتح الميم و الواو. و فيه لغة أخرى بفتح الميم و سكون الواو.
فأما موتان بضمّ الميم و سكون الواو فهو الموت الذريع.
و قد دلّت هذه الأخبار و غيرها [5] على حصول الملك بالإحياء و على جوازه. و يدلّ على استحبابه رواية جابر أنه صلّى اللّٰه عليه و آله قال: «من أحيا أرضا ميتة فله فيه أجر، و ما أكله العوافي منها فهي صدقة» [6]. مضافا إلى تضمّنه السعي في تحصيل الرزق المأمور به، و من إخراج العاطل من حيّز العطلة المشتملة على تضييع المال إلى حيّز العمارة. و لأن اللّٰه تعالى خلق الأرض