اسم الکتاب : مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 0 صفحة : 11
بقوله: «أقول: قد نقلتها من خط نقل من خطه (قدس اللّه روحه).» و لكن ورد في النسب إضافات في أمل الآمل [1] و زاد عليه في أعيان الشيعة [2] و كذا في روضات الجنّات [3].
سجاياه و شمائله
من حسن الحظ أن ترجم له تلميذه الفاضل الشيخ محمد بن علي بن الحسن العودي الجزيني في رسالة مستقلة سمّاها «بغية المريد في الكشف عن أحوال الشهيد» و لكنه مع الأسف ذهب فيما ذهب من الكتب و لم يبق منه الّا ما وقع في يد العالم الفاضل حفيد شيخنا الشهيد: علي بن محمد بن الحسن بن زين الدين «الشهيد الثاني» فأودعه في كتابه «الدّر المنثور».
و قد ذكر ابن العودي في سجايا الشهيد و خصائله الكريمة ما خلاصته:
«انه لم يصرف لحظة من عمره الا في اكتساب فضيلة، و وزّع أوقاته على ما يعود نفعه في اليوم و الليلة. أما النهار ففي تدريس و مطالعة و تصنيف و مراجعة، و أمّا الليل فله فيه استعداد كامل لتحصيل ما يبتغيه من الفضائل.
هذا مع غاية اجتهاده في التوجّه إلى مولاه و قيامه بأوراد العبادة، حتى يكلّ قدماه، و هو مع ذلك قائم بالنظر في أحوال معيشته على أحسن نظام، و قضاء حوائج المحتاجين بأتمّ قيام. ان رآه الناظر على أسلوب ظنّ أنه ما تعاطى سواه و لم يعلم أنّه بلغ من كلّ فن منتهاه.
و لقد كان مع علوّ رتبته و سموّ منزلته، على غاية من التواضع و لين الجانب. إذا اجتمع بالأصحاب، عدّ نفسه كواحد منهم. و لقد شاهدت منه سنة ورودي إلى خدمته أنه كان ينقل الحطب على حمار في الليل