المغرب ، فقلت له
: جعلت فداك رأيتك سجدت بعد الثلاث فقال : « ورأيتني؟ » فقلت : نعم ، قال : « فلا
تدعها فإن الدعاء فيها مستجاب » [١] والظاهر أنّ المراد به سجدة الشكر. والكل حسن إن شاء الله
تعالى.
الخامسة : ذكر جمع
من الأصحاب أنّ الجلوس في الركعتين اللتين بعد العشاء أفضل من القيام ، لورود النص
على الجلوس فيهما في الروايات الكثيرة ، كقوله عليهالسلام في حسنة الفضيل بن يسار : « منها ركعتان بعد العتمة جالسا
تعدّان بركعة » [٢] وفي رواية البزنطي : « وركعتين بعد العشاء من قعود تعدّ
بركعة من قيام » [٣].
ويمكن القول
بأفضلية القيام فيهما ، لقوله عليهالسلام في رواية سليمان بن خالد : « وركعتان بعد العشاء الآخرة
تقرأ فيهما مائة آية قائما أو قاعدا ، والقيام أفضل » [٤] وفي الطريق عثمان
بن عيسى وهو واقفي [٥].
ويشهد له أيضا
قوله عليهالسلام في رواية الحارث النضري : « وركعتان تصليهما بعد العشاء كان أبي يصليهما وهو
قاعد وأنا أصليهما وأنا قائم » [٦] فإن مواظبته عليهالسلام على القيام فيهما تدل على رجحانه ، وجلوس أبيه عليهالسلام ربما كان للمشقة
، فإنه عليهالسلام كان رجلا جسيما يشق عليه القيام في النافلة على ما ورد في بعض الأخبار [٧] ، لكن في السند
نظر تقدمت
[١] الفقيه ١ : ٢١٧
ـ ٩٦٧ ، التهذيب ٢ : ١١٤ ـ ٤٢٧ ، الإستبصار ١ : ٣٤٧ ـ ١٣٠٩ ، الوسائل ٤ : ١٠٥٨
أبواب التعقيب ب ٣١ ح ٢ وفيه الراوي : جهم بن أبي جهيمة.