قوله
: الفصل الثّاني : في الحيض ، وهو يشتمل على بيانه ، وما يتعلق به ، أما الأول ،
فالحيض هو الدم الذي له تعلق بانقضاء العدّة ولقليله حدّ.
قد اشتهر في كلام
الأصحاب أنّ الحيض لغة هو السيل ، من قولهم : حاض الوادي : إذا سال بقوة ، وفي
القاموس : حاضت المرأة تحيض حيضا : سال دمها [١]. ولا يستبعد كونه حقيقة في هذا المعنى ، للتبادر ، وأصالة
عدم النقل.
وعرّفه المصنف
اصطلاحا بأنه : الدم الذي له تعلق بانقضاء العدة ، ولقليله حدّ ، فالدم بمنزلة
الجنس ، وتعلقه بانقضاء العدة يخرج ما عدا النفاس من الدماء [٢] ، فإن له تعلقا
بانقضاء العدة في الحامل من زنا. وخرج النفاس بالقيد الأخير ، وليس في هذا التعريف
كثير فائدة ، وكان يغني عنه ذكر الأوصاف ، لأن بها يتميز عن غيره من الدماء عند
الاشتباه كما ذكره المصنف في المعتبر [٣].