تنبيه : هذا المني
أو البول الموجود بعد الغسل حدث جديد ، فالعبادة الواقعة قبله صحيحة ، لاستجماعها
للشرائط ، ونقل عن بعض القول بإعادة الصلاة الواقعة بعد الغسل [١] ، ولعل مستنده
صحيحة محمد المتقدمة [٢] ، وهي غير صريحة ، لإمكان حملها على من صلى بعد أن وجد
البلل.
قوله
: الثانية ، إذا غسل بعض أعضائه ثم أحدث ، قيل : يعيد من رأس ، وقيل : يقتصر على
إتمام الغسل ، وقيل : يتمّه ويتوضأ للصلاة ، وهو أشبه.
هذا قول السيد
المرتضى ـ رحمهالله ـ [٣] ، وهو أمتن الأقوال دليلا ، أما وجوب الإتمام فلأن الحدث الأصغر
ليس موجبا للغسل ، ولا لبعضه قطعا ، فيسقط وجوب الإعادة. وأما وجوب الوضوء فلأن
الحدث المتخلل لا بد له من رافع ، وهو إما الغسل بتمامه أو الوضوء ، والأول منتف
لتقدم بعضه ، فتعين الثاني.
والقول بإتمام
الغسل خاصة لابن إدريس [٤] وابن البراج [٥] ، واختاره المحقق الشيخ علي ـ رحمهالله ـ [٦] ، واحتج عليه بأن
الحدث الأصغر غير موجب للغسل فلا معنى للإعادة ، والوضوء منفي مع غسل الجنابة
بالنص والإجماع.