قال في التذكرة
: لو ادّعي عليه ألفا وقال : إنّ فلانا يشهد لي بها فقال المدّعى عليه : أن شهد
بها عليّ فلان ، فهو صادق [١] وينبغي (لك) أيضا ، ثم قال : (وحق) [٢] و (صحيح) مثل صادق فتأمّل.
لزمه [٣] المدعى في الحال وان لم يشهد الشاهد ، المعلّق على
شهادته الصدق لأنه وان كان الإقرار معلّقا ومن شرطه التنجيز على ما مرّ الّا ان
التعليق هنا لغو ووجوده كعدمه ، لانه قد أقرّ بأنه صادق ان شهد والصدق عبارة عن
مطابقة الخبر للواقع ، فلم يكن صادقا على تقدير شهادته الا ان يكون لخبره خارج
يطابقه الخبر ان وجد ، فطابق [٤] (الخبر الصادق واقع في نفس الأمر موجود قبل صدور الخبر).
فقوله : (هو
صادق فيما شهد عليّ) ، بمنزلة قوله : (ما يشهد به عليّ) ، أي الذي ادعي ـ على معنى
كون الالف عليّ مثلا ـ واقع في نفس الأمر.
ولأنه إذا صدق
على تقدير الشهادة في نفس الأمر ، يكون صادقا في نفس الأمر شهد أو لم يشهد ، إذ لا
دخل للشهادة في الصدق الذي هو مطابقة الخبر للواقع ، لما عرفت من معنى الصدق فوقوع
المشهود به الذي قد أقر بصدقه واقع سواء شهد به أو لم يشهد.
ولا يخفى أنّه
لا يجري في جميع التعليقات ، مثل (ان جاء زيد فلك عليّ كذا) ، فان الفرق بين مجيء
زيد وصدقه فيما يشهد به ، ظاهر.