ثوابهم بكثرة مشقتهم حتى يظهر الله بإمامهم : والفرق بين الخلاف للحق وبين
الشرك ، وكذا سكوت الأصحاب عن ذلك مع ذكرهم الفروعات الكثيرة ، إلا ما نقل عن
الشهيد مجملا ، مع عدم محله وسنده.
دليل [١] عدم وجوب المهاجرة عن بلاد المخالف ، كالمهاجرة عن بلاد
الشرك.
وهذا يؤذن بالفرق
بين المخالف والمشرك ، وعدم اتحاد الحكم فيهما ، مثل عدم نجاسة المخالف ، ولهذا
قيل بغسلهم وتكفينهم ودفنهم في مقابر المسلمين والصلاة عليهم بخلاف المشركين.
وبالجملة يظهر
بالتتبع عدم اتحادهم وهو ظاهر ، وليس هذا محل الذكر ، فان المقصود هنا غير ذلك.
قوله
: (ويستحب المرابطة إلخ). قال في المنتهى : الرباط فيه فضل كثير وثواب جزيل ،
ومعناه : الإقامة عند الثغر ، لحفظ المسلمين ، وأصله من رباط الخيل ، لأن هؤلاء
يربطون خيولهم كل قوم بعد آخرين ، فسمى المقام بالثغر رباطا ، وان لم يكن خيل.
وفضله متفق
عليه : روى سلمان رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول :
رباط يوم وليلة (في سبيل الله ـ المنتهى) خير من صيام شهر وقيامه وان مات جرى عليه
عمله الذي كان يعمله واجرى عليه رزقه وأمن الفتان [٢].
[٢] صحيح مسلم ، ج ٣
، كتاب الامارة ، ص ١٥٢٠ (٥٠) باب فضل الرباط في سبيل الله عزّ وجلّ الحديث ١٦٣
وقال الإمام النووي في شرح الحديث : (وأمن الفتان) ضبطوا (أمن) بوجهين أحدهما أمن
بفتح
اسم الکتاب : مجمع الفائدة والبرهان في شرح إرشاد الأذهان المؤلف : المحقق المقدّس الأردبيلي الجزء : 7 صفحة : 448