وبطل القول
بالتحريم ، لانه ما يقول احد باختصاصه بالمنفرد ، بل المنقول عن ابن إدريس هو
التحريم في الأخيرتين مطلقا.
وكذا ما نقل عن
على بن الحسين عليهما السلام. قال : يا ثمالي انما هو الجهر ب بسم الله [١] وسيجيء تحقيق هذا مع متن هذه الرواية ، وهو مطلق ، كذا
في المنتهى ، وليس بمعلوم كونه إمام جماعة له مدخل ، بل منفي بالأصل ، ككونه إمام
الأصل وغير ذلك : مع انه غير معلوم كونه مصليا بالجماعة لاحتمال الخلف [٢] بالمعنى اللغوي وعدم علمه عليه السلام بالمأمور.
وكذا رواية
حنان بن سدير قال : صليت خلف أبي عبد الله عليه السلام (أياما ئل) فتعوذ بإجهار ،
ثم جهر ب بسم الله الرحمن الرحيم [٣] وان لم تكن صحيحة لجهل بعض رجاله. وهو عبد الصمد بن
محمد [٤] ، مع القول في حنان بأنه واقفي ، واشتماله على جهر التعوذ ، المشهور خلافه
، ويفهم خلافه أيضا من صحيحة صفوان ، الا انه مؤيد ، وقد يقال باجهاره أيضا ، ولكن
الظاهران الإخفاء أولى ، لصحيحة صفوان [٥] مع الشهرة ، وتحمل هذه على الجواز.
ثم الظاهر انه
يجب مراعاة الترتيب والاعراب المنقولين في التسبيحات المذكورة والإخفات ان كان
واجبا في القراءة ، كأن الدليل اجزاء المنقول ، مع عدم العلم باجزاء غيره ، وان
كان واقعا في بعض الروايات كما مر في مثل صحيحة
[١] الوسائل باب ٢١
من أبواب القراءة في الصلاة حديث ـ ٤ ـ ولفظ الحديث (عن أبي حمزة قال : قال على بن
الحسين عليهما السلام : يا ثمالي ، ان الصلاة إذا أقيمت جاء الشيطان الى قرين
الامام ، فيقول : هل ذكر ربه؟ فان قال : نعم ، ذهب ، وان قال : لا ، ركب على كتفيه
، فكان امام القوم حتى ينصرفوا ، قال : فقلت جعلت فداك : أليس يقرؤون القرآن؟ قال
: بلى ، ليس حيث تذهب يا ثمالي انما هو الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم).
[٢] إشارة إلى صحيحة
صفوان المتقدمة من قوله : (صليت خلف ابى عبد الله عليه السلام).
[٣] الوسائل باب ٢١
من أبواب القراءة في الصلاة حديث ـ ٣.
[٤] سند الحديث كما
في التهذيب هكذا (محمد بن على بن محبوب ، عن عبد الصمد بن محمد ، عن حنان بن سدير).
[٥] الوسائل باب ١١
من أبواب القراءة في الصلاة حديث ـ ١ ـ ونقله أيضا في باب ٥٧ من أبواب القراءة في
الصلاة حديث ـ ٢ ـ عن صفوان عن عبد الرحمن ابن أبي نجران بعكس ما هنا ، فلاحظ.
اسم الکتاب : مجمع الفائدة والبرهان في شرح إرشاد الأذهان المؤلف : المحقق المقدّس الأردبيلي الجزء : 2 صفحة : 211