responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كتاب المساقاة المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 1  صفحة : 387
كونه من الكبائر. قوله: (ويمكن الاستدلال على كونه من الكبائر بقوله تعالى [1]: " إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله "). أقول: وجه الدلالة أنه تعالى جعل الكاذب غير مؤمن بايات الله كافرا بها. وفيه أن الآية وإن كانت ظاهرة الدلالة على كون الكذب المذكور فيها من الكبائر، ولكن الظاهر من ملاحظة الآية وما قبلها أن المراد بالكاذبين في الآية الشريفة هم الذين يفترون على الله وعلى رسوله في آيات الله، كاليهود والمشركين، لزعمهم أن ما جاء به النبي صلى الله عليه وآله كله من تلقاء نفسه ومفتريات شخصه، وقد رد الله كلامهم عليهم بقوله عز من قائل: (إنما يفتري الكذب). وعلى هذا فالكذابون المذكورون في الآية لم يؤمنوا بالله وبرسوله وبالمعاد من الاول، لا أن الكذب أوجب خروجهم عن الايمان لكي تدل الآية على مقصد المصنف. قوله: (كونه من الكبائر من غير فرق بين أن يترتب على الخبر الكذاب مفسدة وان لا يترتب عليه شئ اصلا). اقول: ذهب المصنف تبعا لظاهر الفاضلين والشهيد الثاني إلى ان الكذب مطلقا من الكبائر، سواء ترتبت عليه مفسدة أم لا، واستند في رأيه هذا إلى الاطلاقات المتقدمة التي استدل بها على كون الكذب من الكبائر، ثم ايده بقول النبي صلى الله عليه وآله في وصيته [2] لابي ذر رضوان الله عليه: (ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له ويل له). بدعوى ان الاكاذيب المضحكة لا يترتب عليها الابقاء في المفسدة إلا نادرا. والوجه في جعلها من المؤيدات ما ذكره المصنف في مبحث الكبائر من رسالته في العدالة وهو أن من الموازين التي تعد به الخطيئة كبيرة ورود (النص المعتبرة على أنها مما أوجب الله عليها النار). ومن الواضح أن الوصية المذكورة ضعيفة السند. أقول: قد عرفت ان الاطلاقات المتقدمة لا تنهض لاثبات المطلوب، إما لضعف السند فيها، أو لضعف الدلالة، وكذلك الشأن في رواية ابي ذر فهي وإن كانت ظاهرة في المقصود، ولكن قد عرفت أنها ضعيفة السند. والتحقيق أنه لا دليل على جعل الكذب مطلقا من الكبائر، بل المذكور في رواية ابي

[1] سورة النمل، آية: 107.
[2] راجع ج 2 ئل باب 140 تحريم الكذب في الصغير من عشرة الحج ص 234. وج 14 الوفاي ص 56. ضعيفة بابي الفضل ورجاء وابن ميمون اوشمون.

اسم الکتاب : كتاب المساقاة المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 1  صفحة : 387
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست