و هو دم غليظ حار أسود يخرج بحرقة كما تدلّ على ذلك صحيحة حفص
البختري أو حسنته قال: دخلت على أبي عبد اللّه عليه السلام امرأة سألته عن المرأة
يستمرّ بها الدّم فلا تدري حيض هو أم غيره قال: فقال لها: انّ دم الحيض حار عبيط
أسود له دفع و حرارة و دم الاستحاضة أصفر بارد إلخ[1]
و هاتان العلامتان المذكورتان لدم الحيض و الاستحاضة غالبيّة لا دائميّة بقرينة
حكم الشّارع بوجوب ترتيب آثار الحيض في بعض الموارد و ان لم يكن بصفات الحيض مثل
ما إذا رأت الدّم في أيّام عادتها فانّ الشّارع قد حكم بأنّه حيض و ان لم يكن
بصفات الحيض و كذا حكم في الدّم الذي تراه أقلّ من الثّلاثة أو أكثر من العشرة
بأنّه دم الاستحاضة و ان كان بصفات الحيض ثمّ ان هذه العلامة لدم الحيض علامة له
فيما إذا اشتبه بدم الاستحاضة و أمّا إذا اشتبه بدم العذرة فقد ذكر الشارع له
علامة أخرى يتميّز بها عن دم العذرة و هي ما رواه خلف بن حماد قال: دخلت على ابى
الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام بمنى فقلت له: انّ رجلا من مواليك تزوّج جارية
معصرا لم تطمث فلمّا افتضّها سال الدم فمكث سائلا لا ينقطع نحوا من عشرة أيام و
انّ القوابل اختلفن في ذلك فقال بعضهنّ: دم الحيض و قال بعضهنّ: دم العذرة فما
ينبغي لها أن تصنع قال عليه السلام: فلتتّق اللّه فان كان من دم الحيض فلتمسك عن
الصلاة حتّى ترى الطهر و ليمسك عنها بعلها و إن كان من العذرة فلتتّق و لتتوضّأ و
لتصل و يأتيها بعلها ان أحب لك.
فقلت له: و كيف لهم أن يعلموا ما هو حتّى يفعلوا ما ينبغي قال:
فالتفت يمينا
[1] الوسائل الباب 3 من أبواب الحيض الحديث 2 لكن
عن حفص بن البختري