responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كتاب الطهارة المؤلف : الشيخ مرتضى الأنصاري    الجزء : 2  صفحة : 44

(وَ أَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ) [1] ربّما يدلّ على تعليل الوجوب باللطف، و يؤيّده قوله تعالى (إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَ الْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ وَ الْمَيْسِرِ وَ يَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ وَ عَنِ الصَّلاةِ) [2].

و يمكن التفصيل بين فعل العبادات و ترك المحرمات، و توجيه الأوّل باللطف و الثاني بدفع المفسدة، و كأنّ هذا أظهر من الكتاب و السنّة الواردة في بيان علّية شرع الواجبات و المحرمات.

(و) قد تلخّص ممّا ذكرنا أنّه لا يعتبر شيء في الوضوء على وجه الغائية إلّا (القربة) التي هي أعلى الغايات و أشرفها لمن يطع اللّه لتحصيل الفوائد و الغايات، و إلّا فالإنسان الكامل لا يقصد بطاعته القربة من حيث إنّها فائدة عائدة إليه، بل الباعث له أهلية المطاع للإطاعة، فيريد التقرّب إليه لأنّه محبوب عنده، فلا داعي له على الفعل إلّا القيام بما يستحقّه المطاع من حيث ذاته لا من حيث إحسانه إليه.

و دونه: من يقصد بطاعته أداء بعض ما يستحقّه اللّه عليه من الشكر، و لا يقصد بها عود فائدة إليه، و لو أراد من شكره مزيد النعم أو دوام الموجود خرج عن غاية الشكر.

و دونه: من يقصد مجرّد الرفعة و التقرّب عنده فلا شيء أحبّ إليه منه، و هذا أوّل مراتب الطالبين بإطاعتهم تحصيل الفوائد لأنفسهم.

و دونه: من يطلب بطاعته التفصّي عن البعد من اللّه.

و هاتان الفائدتان حاصلتان من الإغماض عن الجزاء.


[1] العنكبوت: 45.

[2] المائدة: 91.

اسم الکتاب : كتاب الطهارة المؤلف : الشيخ مرتضى الأنصاري    الجزء : 2  صفحة : 44
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست