أن الصدوق في كتاب الفقيه روى كثيرا عن محمد بن فضيل عن الكناني ولم يذكر في المشيخة طريقه إليه، وإنما ذكر فيها طريقه إلى محمد ابن القاسم بن فضيل مع أنه لم يرو عنه في الفقيه إلا في موضعين. ومن البعيد عقد الطريق لاجل هذين الموضعين واهماله الطريق إلى من روى عنه كثيرا أعني محمد بن فضيل، فلاجل هذه القرينة يستكشف أن مراده من محمد بن فضيل هو محمد بن القاسم بن فضيل. ثم استدرك اخيرا هذا الكلام وقال لعل الصدوق لم يذكر في المشيخة طريقه إلى محمد بن فضيل كما لم يذكر طريقه إلى الكناني أيضا مع انه روى كثيرا عنه أيضا فلا يمكن استكشاف أن مراده به هو محمد بن القاسم بن فضيل. أقول ما ذكره اخيرا هو الصحيح فان الصدوق يروي في موارد كثيرة لعلها تقرب من مائة مورد روايات عن أشخاص ولم يذكر طريقه إليهم في المشيخة وهم أجلاء معروفون منهم الكناني الذي يروي عنه اكثر مما يروي عن محمد بن فضيل، ومنهم بريد ويونس بن عبد الرحمن، وجميل بن صالح، وحمران بن أعين وغيرهم من الاجلاء المشهورين المعروفين الذين روى عنهم في الفقيه كثيرا وأهملهم في المشيخة اما غفلة وخطأ أو لامر آخر لا تدري به فليكن محمد بن فضيل من قبيل هؤلاء، كما أنه ربما ينعكس الامر فيذكر طريقه في المشيخة إلى من لم يرو عنه في الفقيه أصلا ولا رواية واحدة، وعلى الجملة فلا يمكن استكشاف ان المراد من محمد بن فضيل هو محمد بن القاسم بن فضيل بوجه. وعليه فرواية زيد الكناني في المقام ضعيفة كما ذكرناه. وأما رواية زيد الشحام فهي ضعيفة جدا لان في السند أبا جميله مفضل بن صالح الذي صرح بضفعه كل من تعرض له من علماء