فيما حكي عن مجالس الصدوق و غيره و اشتهر في ألسنة الفريقين: «إنّما جعل الإمام إماما ليؤتمّ به، فإذا كبّر فكبّروا، و إذا ركع فاركعوا، و إذا سجد فاسجدوا» [1].
و في الآخر المروي أيضا فيه و في غيره: «أما يخشى الذي يرفع رأسه و الإمام ساجد أن يحوّل اللّه رأسه رأس حمار» [2].
و هذا كلّه مضافا إلى أنّ التبعيّة مأخوذ في مفهوم الائتمام و الاقتداء و المعيّة، بل جميع ما يعتبر في الجماعة شرط لانعقادها خارج عن مفهومها إلّا هذا الأمر حيث إنّه مأخوذ في مفهومها.
ثمّ إنّ المشهور كما قيل [3] في معنى التبعيّة هو عدم التقدّم الصادق مع المقارنة، و به صرّح في الذكرى [4]؛ نظرا إلى أنّ المفهوم منها عرفا هو ربط المأموم فعله بفعل الإمام بحيث يلتزم أن لا يتقدّم عليه، فيراقبه في الأفعال، و لا يتوقّف صدقها على تأخّر فعل المأموم حسّا، كما يقال لرجلين أحدهما يتحرّك بإرادة [5] مستقلّة و الآخر يتحرّك كحركته مراقبا إيّاها مجتنبا عن التقدّم عليه: إنّ الأوّل متبوع و الثاني تابع و إن تقارنا في الحركة.
[1] حكاه المحقّق النراقي في المستند 8: 94، و انظر كنز العمّال 8: 278، الحديث 22910، و انظر الأمالي: 264، الحديث 10، و قد تقدّم في الصفحة 349، و سيأتي في الصفحة 414.
[2] السنن الكبرى للبيهقي 2: 93، باب إثم من رفع رأسه قبل الإمام.
[3] قاله السيّد الطباطبائي في الرياض 4: 314، و المحقّق النراقي في المستند 8: 96.