لا يفهمه الغير، لكن في كلام الطريحي: أنّها ترديد الصوت في الصدر [1] و هو غير قابل للتأويل، إلّا أنّ العرف يأبى عن تخصيصه بذلك، فإنّ إطلاق الهمهمة على الكلام الخفيّ الذي تسمعه النفس بل الغير أيضا إذا كان قريبا ممّا لا ينكر، فيقيّد الصحيحة بهذا الفرد.
و أمّا الصحيحة الثانية: فهي محمولة على ما إذا كان خلف المخالف، لما دلّ على أنّه يجزي من القراءة معهم مثل حديث النفس.
و كما يعتبر في الإخفات عدم التفريط فكذا يعتبر في الجهر عدم الإفراط، كما عن العلّامة الطباطبائي و غيره [2]، بل عن آيات الأحكام للفاضل الجواد [3] نسبته إلى فقهائنا، المشعرة بدعوى الإجماع.
و يدلّ عليه- مضافا إلى قوّة احتمال كونه ماحيا لصورة الصلاة-:
صحيحة ابن سنان: «قلت لأبي عبد اللّه (عليه السلام): على الإمام أن يسمع من خلفه و إن كثروا؟ قال: ليقرأ قراءة وسطا، إنّ اللّه تبارك و تعالى يقول:
(وَ لا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِتْ بِها)» [4]، و قريب منه غيرها من الأخبار المفسّرة للآية، مثل: موثقة سماعة [5]، و رواية إسحاق بن عمار [6]، و المرسل